1. المقالات
  2. خير الناس لإهله _ أبو سعيد نجوغو مبكي صمب
  3. توفير النبي صلى الله عليه وسلم اللعب والراحة لأزواجه

توفير النبي صلى الله عليه وسلم اللعب والراحة لأزواجه

المظهر التاسع : توفير النبي  صلى الله عليه وسلم اللعب والراحة لأزواجه .

كان من أمهات المؤمنين من دخلت بيت النبوة وهي ما زالت صغيرة مهتمة باللعب ومولعة بالترويح ، حاملة إليها دماها وأفراسها المصنوعة ، وكان رسول الله  صلى الله عليه وسلم يلبي حاجة أهله الفطرية في اللعب والترويح ، ويشاركهن فيما يناسبه من ذلك ، ليدخل السرور عليهن ، ويسن للأزواج من أمته شريعة سمحة في فن التحبب إلى نسائهم .

 ومما أثر عنه  صلى الله عليه وسلم في هذا الباب :

مسابقة عائشة رضيَ الله عنها .
   عن عائشة رضيَ الله عنها قالت : خرجت مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم وأنا خفيفة اللحم ، فنلنا منزلا ، فقال لأصحابه : تقدموا ، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك ! فسابقني فسبقته ، ثم خرجت معه في سفر آخر ، وقد حملت اللحم ، فنزلنا منزلا ، فقال لأصحابه تقدموا ، ثم قال لي : تعالي أسابقك ! فسابقني فسبقني ، فضرب بيده كتفي ، وقال : هذه بتلك ))  [1]، ومن هداية الحديث تواضعه  صلى الله عليه وسلم فهو أفضل الأنبياء وخاتم المرسلين ومع ذلك يتواضع للناس ليؤلف ويألف ، وخاصة في تعامله مع أزواجه ، ومنها جواز مسابقة الرجل نسائه ولو كان من ذوي الجاه والهيبة كأهل العلم والفضل ، فإن ذلك لا تعد من خوارم المروءة إذا حصل بشروطه وآدابه .

 

حمل عائشة رضيَ الله عنها لتشاهد لعب الأحباش في المسجد .
   عن عروة بن الزبير  رضي الله عنهأن عائشة رضيَ الله عنها قالت : لقد رأيت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يوما على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله  صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ، ثم يقوم من أجلي ، حتى أكون أنا التي أنصرف ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو )) [2].

 ومن فوائد الحديث    جواز النظر إلى اللهو المباح ، وفيه حسن خلقه  صلى الله عليه وسلم مع أهله ، وكرم معاشرته ، وفضل عائشة وعظيم محلها عنده )) [3].

وفي قولها رضيَ الله عنها :    فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو )) إرشاد للأزواج إلى تفهم حاجة أمثالها إلى اللعب والترويح وعدم الغض عن ذلك لما فيه من الكبت والحرمان لهن .

إقرار عائشة رضيَ الله عنها على اللعب بالبنات ونحوها في بيته  صلى الله عليه وسلم
   عن عائشة رضيَ الله عنها قالت : قدم رسول الله  صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر ، وفي سهوتها ستر ، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب ، فقال :    ما هذا يا عائشة ؟ )) قالت : بناتي ، ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع ، فقال :    ما هذا الذي وسطهن ؟ )) قالت : فرس ، قال :    وما هذا الذي عليه ؟ )) قالت : جناحان )) قال :    فرس له جناحان ! )) قالت :    أما سمعت أن لسليمان خيلا له أجنحة ، قالت : فضحك حتى رأيت نواجذه )) [4].

وفي الحديث دليل على    جواز اتخاذ صور البنات واللعب من أجل لعب البنات بهن ، وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور ، وبه جزم عياض ونقله عن الجمهور ))[5].

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]السنن الكبرى للنسائي ( 5 / 304 ) ، سنن أبي داود ( 3 / 29 )

[2]صحيح البخاري ( 1/ 173 ) ، صحيح مسلم (2 / 609 ) واللفظ له

[3]فتح الباري ( 1 / 549 )

[4]سنن أبي داود ( 4 / 283 )

[5]عون المعبود ( 13 / 191 )

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day