1. المقالات
  2. عذراً رسول الله _ هاني حلمي
  3. عذرًا رسول الله .. فكم عانيت واضطهدت وعذبت لتعلو كلمة الله

عذرًا رسول الله .. فكم عانيت واضطهدت وعذبت لتعلو كلمة الله

3854 2011/01/23 2024/04/19

عذرًا رسول الله ..

فكم عانيت واضطهدت وعذبت لتعلو كلمة الله ، لنصير اليوم مسلمين ، ونحن لم نعرف قدر هذه المنة العظيمة ، وهذا الكنز الثمين الذي أئتمنا عليه فضيعناه .

انظر له  صلى الله عليه وسلم وهو في مكة: في بداية البعثة ، وهو يدخل الكعبة   يصلي ، فيأتي عقبة بن أبي معيط ويخنقه خنقًا شديدًا ، ولا يستطيع النبي  صلى الله عليه وسلم أن يتخلص منه إلا على يد أبي بكر الصديق  رضي الله عنه .

يضعون على ظهره القذر ، ويحثون في وجهه التراب ، ويقاطعونه فيظل في الشعب ثلاث سنوات حتى يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع .

 

عن أنس بن مالك  رضي الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : لقد أوذيت في    الله ، وما يؤذى أحد ، ولقد أخفت في الله ، وما يخاف أحد ، ولقد أتت علي ثالثة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا ما وارى إبط بلال . [ رواه ابن ماجه وصححه الألباني ]

وفي الطائف يأمرون صبيانهم وعبيدهم برميه بالحجارة ، فيرمونه حتى سال الدم من قدميه .

يتعرض للقبائل . من يؤويني ؟ من ينصرني ؟ يقول : ألا رجل يحملني إلى قومه فإنَّ قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي ، فلا يجيبه أحد ، ويسير في الأرض مهمومًا فيأتيه جبريل وهو في أشد حالات الضنك فيقول : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وماردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال : يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أنْ أطبق عليهم الأخشبين .

فقال النبي  صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا . [ متفق عليه] 

 

 

ويطرد من أحب البقاع إلى قلبه ، ويطارد حتى يستقر به المقام  بالمدينة ، فلا يهنأ  عيشه ، فيحاربه المشركون ، ويأتي يوم أحد فيجرح وجهه – فداه أبي وأمي – وتشج رأسه ، وتكسر أسنانه ، وتدخل حلقتا المغفر في وجنتيه ، فتأتي فاطمة لتغسل الدم فلا يزيده الماء إلا كثرة ،  فتأخذ قطعة حصير فتحرقها حتى يصير رمادا ، ثم تلصقها بالجرح ليستمسك الدم .

[ رواه مسلم ]

 

ويقتل أصحابه وأحب الناس إليه وتذرف عيناه بالبكاء ، وتضع المرأة اليهودية السم له في الشاة ، فيأكل منها ويبقى لهذا السم أثره عليه حتى في الحمى التي أتته قبل الوفاة .

 

كل هذا لأجلى ولأجلك ـ لتخرج اليوم مسلمًا تعبد الله ولا تشرك به ؛ لتكون صفوة الخلق ، ونكون خير أمة أخرجت للناس ، فكيف نرفع رؤوسنا أمامك الآن وقد أصبح المسلمون بلا شوكة ولا منعة ؟

 تعدو الذئاب على من لا كلاب له       وتتقي صولة المستأسد الحامي .

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day