1. المقالات
  2. هدي النبي المختار في وصف الجنة و النار - محمد نصر الدين محمد عويضة
  3. وصف الحور العين

وصف الحور العين

 

وصف الحور العين :
 
أما نساء الجنة فأعظم بجمالهن,فإنهن محورات العيون ملألآت الخدود,تكسوهن النضرة, ويملؤهن الجمال,أخاذات بنظراتهن, ساحرات بحسنهن, قاصرات بطرفهن ، قد تمازج بياض عيونهن بالسواد, وبياض أبدانهن بالنعومة ، فهيا بنا نتعرف على نساء الجنة.. ونلمح شيئا ًمن جمالهن وحسنهن, ورقتهن وحور عيونهن ، فرُبَّ متفكر في حور الجنة صرعه تفكيره..فلم يزل يتقلب بين منازل التوبة والتقرب إلى الله حتى لاقاه الله بهن في نعيمه المقيم وأنعم به من لقى ، و لقد وصف الله تعالى الحور العين بأوصافٍ عظيمة تجعل كلَ مُشَمِّرٍ للجنة تشرئب عُنُقُه طلباً لها ومن هذه الأوصاف ما يلي :
 
 
 
(1) أَزْوَاجٌ مّطَهّرَةٌ :
 
قال تعالى: (وَبَشّرِ الّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ كُلّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رّزْقاً قَالُواْ هَـَذَا الّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مّطَهّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 25] 
فتأمل جلالة المبشر ومنزلته وصدقه وعظمة من أرسله إليك بهذه البشارة وقدر ما بشرك به وضمنه لك على أسهل شيء عليك وأيسره وجمع سبحانه في هذه البشارة بين نعيم البدن بالجنات وما فيها من الأنهار والثمار ونعيم النفس بالأزواج المطهرة ونعيم القلب وقرة العين بمعرفة دوام هذا العيش أبد الآباد وعدم انقطاعه ، والأزواج جمع زوج والمرأة زوج للرجل وهو زوجها هذا هو الأفصح وهو لغة قريش وبها نزل القرآن كقوله تعالى: (وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنّةَ) [البقرة: 35] ومن العرب من يقول زوجة وهو نادر لا يكادون يقولونه ، 
 
 
وأما المطهرة «من طهرت من الحيض والبول والنفاس والغائط والمخاط والبصاق وكل قذر وكل أذى يكون من نساء الدنيا » وطهر مع ذلك باطنها من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة وطهر لسانها من الفحش والبذاء ، وطهر طرفُها من أن تطمح به إلى غير زوجها وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ .
 
 
[*]قال ابن عباس رضي الله عنهما : مطهرة لا يحضن ولا يحدثن ولا يتنخمن ، وقال ابن عباس أيضا مطهرة من القذر والأذى.
 
 
وقال مجاهد : لا يبلن ولا يتغوطن ولا يمذين ولا يمنين ولا يحضن ولا يبصقن ولا يتنخمن ولا يلدن .
وقال قتادة : مطهرة من الإثم والأذى طهرهن الله سبحانه من كل بول وغائط وقذر ومأثم .
 
 
 
 
(2) حورٌ عين :
 
قال تعالى: (وَزَوّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ) [الدخان: 54] 
فجمع لهم بين حسن المنزل وحصول الأمن من كل مكروه واشتماله على الثمار والأنهار وحسن اللباس وكمال العشرة لمقابلة بعضهم بعضا وتمام اللذة بالحور العين ودعائهم بجميع أنواع الفاكهة مع أمنهم من انقطاعها ومضرتها وغائلتها وختام ذلك أعلمهم بأنهم لا يذوقون فيها هناك موتاً .
 
 
مسألة : ما معنى الحور العين ؟
[*]قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح :
الحور جمع حوراء وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين وقال زيد بن أسلم الحوراء التي يحار فيها الطرف . 
وعين : حسان الأعين قال القرطبي:العين جمع عيناء, وهي الواسعة العظيمة العينين   .
 
وقوله(زوجناهم) يفهم منها معنيان:الأول:جعلناهم أزواجاً اثنين اثنين.         
الثاني:قرناهم بهن, وليس من عقد التزويج ، لأن العرب تقول:تزوجتها , ولا تقول: تزوجت بها, وقيل: بل هي لغة تميم فهم يقولون : تزوجت بامرأة. 
والظاهر- والله أعلم-  أن الآية تحمل المعنيين معًا,فلفظ التزويج يدل على النكاح, و(الباء) تدلُّ على الاقتران والضم, وهذا أبلغ من حذفها.
 
 
 
(3) قَاصِرَاتُ الطّرْفِ :
 
وقال تعالى: (فِيهِنّ قَاصِرَاتُ الطّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ * كَأَنّهُنّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) [الرحمن 56: 58] وصفهن سبحانه بقصر الطرف في ثلاثة مواضع :
أحدها : هذا الموضع .
والثاني : قوله تعالى في الصافات: (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطّرْفِ عِينٌ) [الصافات: 48] 
والثالث : قوله تعالى في ص: (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطّرْفِ أَتْرَابٌ) [ص: 52] 
والمفسرون كلهم على أن المعنى قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى .
 
[*]أورد ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح عن الحسن قال قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم والله ما هن متبرجات ولا متطلعات وقال منصور عن مجاهد قصرن أبصارهن وقلوبهن و أنفسهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم .
 
مسألة : ما معنى أتراب ؟
قال ابن عباس وسائر المفسرين : مستويات على سن واحد وميلاد واحد وبنات ثلاث وثلاثين سنة .
وقال مجاهد : أتراب أمثال .
 
 
 
(4) لَمْ يَطْمِثْهُنّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ :
 
وقوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ)  قال أبو عبيدة لم يمسهن ، يقال ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسه ، وقال يونس تقول العرب هذا جمل ما طمثه حبل قط أي ما مسه ،وقال الفراء الطمث الافتضاض وهو النكاح بالتدمية . 
المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day