1. المقالات
  2. تعريفٌ عامٌ بنبي الرَحْمَة ~ صلى الله عليه و سلم ~
  3. النبوة والوحي

النبوة والوحي

المقال مترجم الى : English

 

أولاً : شهادة الكتب السماوية السابقة

 

لقد أخبرت التوراة والإنجيل عن بعثة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ بشكل صريح تارة وبشكل فيه تلميح تارة أخرى :

ففي بشارة سفر العدد: ورد في قصة بلعام بن باعوراء أنه قال: "انظروا كوكباً قد ظهر من آل إسماعيل، وعضده سبط من العرب، ولظهوره تزلزلت الأرض ومن عليها". . قال المهتدي الإسكندراني معلقاً: "ولم يظهر من نسل إسماعيل إلا محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، وما تزلزلت الأرض إلا لظهوره  ~ صلى الله عليه و سلم ~  . حقًا إنه كوكب آل إسماعيل، وهو الذي تغير الكون لمبعثه ~ صلى الله عليه و سلم ~  ؛فقد حرست السماء من استراق السمع، وانطفأت نيران فارس، وسقطت أصنام بابل، ودكت عروش الظلم على أيدي أتباعه." [1] .

وقد حُرف هذا النص في الطبعات المحدثة إلى: "يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل، فيحطم موآب، ويهلك من الوغى" [2] .

وقال يوحنا في الفصل الخامس عشر من إنجيله : إن المسيح ـ عليه السلام ـ قال: "إن الفارقليط الذي يرسله أبي باسمي يعلمكم كل شيء" وقال – أيضا – في الفصل السادس عشر: "إن الفارقليط لن يجيئكم مالم أذهب، فإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة، ولا يقول من تلقاء نفسه شيئاً، لكنه يسوسكم بالحق كله، ويخبركم بالحوادث والغيوب"

[4]

ويقول عيسى ـ عليه السلام ـ  في إنجيل برنابا : "لأن الله سيصعِّدني من الأرض وسيغير منظر الخائن حتى يظنه كل أحد إيّاي. ومع ذلك فإنه حين يموت شر ميتة أمكث أنا في ذلك العار زمنًا طويلاً في العالم ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة" [5] .

هذا، وقد شهد بنبوة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~   رجالات اليهودية، كأمثال الحبر عبد الله بن سلام، ورجلات النصرانية كورقة بن نوفل ..

ليكونا حجة على كل يهودي أو نصراني إلى قيام الساعة !

 

ثانيًا: شهادات علماء الغرب

 

كما شهد بنبوة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  كبار المفكرين والباحثين  الغربيين في العصر الحديث ، ونذكر من هذه الشهادات :

 

1- شهادة واشنجتون إيرفنج

 يقول الكاتب الأمريكي واشنجتون إيرفنج ( 1783-1859 م):

 "كان محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  خاتم النبيين وأعظم الرسل الذين بعثهم الله ؛ ليدعوا الناس إلى عبادة الله" [6] ..

 

2- شهادة مارسيل بوازار

ويثبت "مارسيل بوازار" نبوة محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~ بإسلوب عقلاني وعلمي بكلمات بليغة  فيقول :

 "منذ استقر النبي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ في المدينة، غدت حياته جزءًا لا ينفصل من التاريخ الإسلامي. فقد نُقلت إلينا أفعاله وتصرفاته في أدق تفاصيلها.. ولما كان مُنظمًا شديد الحيوية، فقد أثبت نضالية في الدفاع عن المجتمع الإسلامي الجنيني، وفي بث الدعوة.. وبالرغم من قتاليته ومنافحته، فقد كان يعفو عند المقدرة، لكنه لم يكن يلين أو يتسامح مع أعداء الدين. ويبدو أن مزايا النبي الثلاث، الورع والقتالية والعفو عند المقدرة قد طبعت المجتمع الإسلامي في إبان قيامه وجسّدت المناخ الروحي للإسلام.." [7] .

ويضيف قائلاً :

" وكما يظهر التاريخ محمدًا  ~ صلى الله عليه و سلم ~  قائدًا عظيمًا ملء قلبه الرأفة، يصوره كذلك رجل دولة صريحًا قوي الشكيمة له سياسته الحكيمة التي تتعامل مع الجميع على قدم المساواة وتعطي كل صاحب حق حقه. ولقد استطاع بدبلوماسيته ونزاهته أن ينتزع الاعتراف بالجماعة الإسلامية عن طريق المعاهدات في الوقت الذي كان النصر العسكري قد بدأ يحالفه. وإذا تذكرنا أخيرًا على الصعيد النفساني هشاشة السلطان الذي كان يتمتع به زعيم من زعماء العرب، والفضائل التي كان أفراد المجتمع يطالبونه بالتحلي بها، استطعنا أن نستخلص أنه لابدّ أن يكون محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  الذي عرف كيف ينتزع رضا أوسع الجماهير به إنسانًا فوق مستوى البشر حقًا، وأنه لابد أن يكون نبيًا حقيقيًا من أنبياء الله ! ! " [8] .

 

3-شهادة إميل درمنغم

أما إميل درمنغم[9] فيدلل على نبوة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، من خلال حادث وفاة ابراهيم ابن رسول الله،  فيقول :

".. ولد لمحمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~ ،[من مارية القبطية] ابنه إبراهيم فمات طفلاً، فحزن عليه  ~ صلى الله عليه و سلم ~ كثيرًا ولحّده بيده وبكاه، ووافق موته كسوف الشمس، فقال المسلمون: إنها انكسفت لموته، ولكن محمدًا   ~ صلى الله عليه و سلم ~ كان من سموّ النفس ما رأى به ردّ ذلك فقال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد..". فقول مثل هذا مما لا يصدر عن كاذب دجال.." [10] .

 

4- شهادة لايتنر

يقول لايتنر [11] :

 " بقدر ما أعرف من دينيْ اليهود والنصارى أقول بأن ما علمه محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ليس اقتباسًا بل قد أوحي إليه به ولا ريب بذلك طالما نؤمن بأنه قد جاءنا وحي من لدن عزيز عليم. وإني بكل احترام وخشوع أقول: إذا كان تضحية الصالح الذاتي، وأمانة المقصد، وإيمان القلب الثابت، والنظر الصادق الثاقب بدقائق وخفايا الخطيئة والضلال، واستعمال أحسن الوسائط لإزالتها، فذلك من العلامات الظاهرة الدالة على نبوة محمد [صلى الله عليه و سلم ~  وأنه قد أوحي إليه" [12 ~.

 

5- شهادة لورافيشيا فاغليري

أما الكاتبة الإيطالية لورافيشيا فاغليري[13] فتقول :

"حاول أقوى أعداء الإسلام، وقد أعماهم الحقد، أن يرموا نبي الله  ~ صلى الله عليه و سلم ~  ببعض التهم المفتراة. لقد نسوا أن محمدًا   ~ صلى الله عليه و سلم ~  كان قبل أن يستهل رسالته، موضع الإجلال العظيم من مواطنيه بسبب أمانته وطهارة حياته. ومن العجب أن هؤلاء الناس لا يجشمون أنفسهم عناء التساؤل؛ كيف جاز أن يقوى محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  على تهديد الكاذبين والمرائين، في بعض آيات القرآن اللاسعة بنار الجحيم الأبدية، لو كان هو قبل ذلك رجلاً كاذبًا ؟ كيف جرؤ على التبشير، على الرغم من إهانات مواطنيه، إذا لم يكن ثمة قوى داخلية تحثه- وهو الرجل ذو الفطرة البسيطة -حثًا موصولاً ؟ كيف استطاع أن يستهل صراعًا كان يبدو يائسًا ؟ كيف وفق إلى أن يواصل هذا الصراع أكثر من عشر سنوات، في مكة، في نجاح قليل جدًا ، وفي أحزان لا تحصى، إذا لم يكن مؤمنًا إيمانًا عميقًا بصدق رسالته ؟ كيف جاز أن يؤمن به هذا العدد الكبير من المسلمين النبلاء والأذكياء، وأن يؤازروه، ويدخلوا في الدين الجديد ويشدوا أنفسهم بالتالي إلى مجتمع مؤلف في كثرته من الأرقاء، والعتقاء، والفقراء المعدمين إذا لم يلمسوا في كلمته حرارة الصدق ؟ ولسنا في حاجة إلى أن نقول أكثر من ذلك، فحتى بين الغربيين يكاد ينعقد الإجماع على أن صدق محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ كان عميقًا وأكيدًا" [14] ..

 

6- شهادة روم لاندو

 

ويكشف المفكر البريطاني روم لاندو زيف المكذبين لنبوة محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~   بقوله :

"كانت مهمة محمد   ~ صلى الله عليه و سلم ~  هائلة ! كانت مهمة ليس في ميسور دجال تحدوه دوافع أنانية، وهو الوصف الذي رمى به بعض الكتاب الغربيين المبكرين محمد العربي ~ صلى الله عليه و سلم ~  ... إن الإخلاص الذي تكَّشف عنه محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  في أداء رسالته، وما كان لأتباعه من إيمان كامل في ما أُنزل عليه من وحي، واختبار الأجيال والقرون، كل أولئك يجعل من غير المعقول اتهام محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  بأيّ ضرب من الخداع المتعمد. ولم يعرف التاريخ قط أي تلفيق (ديني) متعمد استطاع أن يعمر طويلاً. والإسلام لم يعمر حتى الآن ما ينوف على ألف وثلاثمائة سنة وحسب، بل إنه لا يزال يكتسب، في كل عام أتباعًا جددًا. وصفحات التاريخ لا تقدم إلينا مثلاً واحدًا على محتال كان لرسالته الفضل في خلق إمبراطورية من إمبراطوريات العالم وحضارة من أكثر الحضارات نبلاً !" [15] .

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر:  محمد بن عبد الله السحيم: أعظم إنسان في الكتب السماوية. ، فصل : بشارات العهد القديم بمحمد صلى الله عليه وسلم، ص21، وما بعدها.

[2] انظر: المصدر السابق

[3] انظر: المصدر السابق

[4] انظر: المصدر السابق

[5] إنجيل برنابا ،(80: 112  - 16 )

[6] واشنجتون إيرفنج : حياة محمد ، ص 72 .

[7] مارسيل بوازار: إنسانية الإسلام ، ص 46

[8] مارسيل بوازار: إنسانية الإسلام ، ص 46

[9] إميل درمنغم مستشرق فرنسي ، من آثاره : ( حياة محمد) (باريس 1929) وهو من أدق ما صنفه مستشرق عن النبي صلى الله عليه وسلم،  و ( محمد والسنة الإسلامية ) (باريس 1955).

[10] إميل درمنغم :حياة محمد ، ص318

[11] لايتنر : باحث إنكليزي، حصل على أكثر من شهادة دكتوراه في الشريعة والفلسفة واللاهوت، وزار الأستانة عام 1854، كما طوف بعدد من البلاد الإسلامية والتقى برجالاتها وعلمائها

[12] لايتنر : دين الإسلام ، ص 4 ، 5 .

[13] لورا فيشيا فاغليري : باحثة إيطالية في التاريخ الإسلامي واللغة العربية.من آثارها: (قواعد العربية) (1937)، و(الإسلام) (1946)، و(دفاع عن الإسلام) (19529).

[14] لورافيشيا فاغليري : دفاع عن الإسلام ، ص37، 38.

[15] انظر: أرنولد توينبي : الإسلام والعرب والمستقبل،ص33، 34. 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day