1. المقالات
  2. أروع القيم الحضارية في سيرة خير البرية
  3. دالية حسان في مدح الرسول ورثائه

دالية حسان في مدح الرسول ورثائه

الكاتب : انجوغو امبكي صمب


المبحث الثالث:


دالية حسان في مدح الرسول ورثائه
كان لرسول الله  مجموعة من الشعراء المجيدين، يجاهدون المشركين ببيانهم، ويذبون عن رسول الله، ويدافعون عن المسلمين، وكان دورهم في ذلك الزمن بمثابة دور وسائل الإعلام في عصرنا الحاضر، و أشعارهم هي مادة خصبة لعلماء السير والمغازي يستفيدون منها شمائل رسول الله، ومشاعر الصحابة ومواقفهم من الأحداث المختلفة، كما تعتبر مدرسة لرواد الأدب الإسلامي يستلهمون منها أغراض الشعر النبيلة، وأساليب اللغة السليمة، ومقياسا وأنموذجا يحتذي به الراشدون في مدح النبي دون غلو في حقه أو إطراء.

 


وهذه الدالية الرائعة لحسان بن ثابت شاعر رسول الله المؤيد بروح القدس أهديها إلى كل مسلم غيور دمعت عيناه وآلم قلبه ما فعلت الصحف الدنمركية والنرويجية وغيرهما بشخص رسول الله  ، إذ فيها من ذكر محاسنه وسوق شمائله ما يثلج قلب كل حبيب، ويغص حلق كل عنيد، يقول

بطيـبة رسم للرســــــول ومعهـــــد
منيــر وقــد تعفــوا الرســوم وتهمــد
ولا تمحي الآيــات مــن دار حرمــة
بهــا منبــر الهادي الذي كان يصعد
وواضــح آثــــار وباقــــي معـــــالم
وربــع لــه فيــه مصلــى ومسجــــد
بها حجرات كان ينــزل وسطــــهـا
مـن الله نــور يستضــــاء ويـــوقــــد
معارف لم تطمس على العهد آيـــها
أتاهــا البلــى فالآي منـــها تجـــدد
عرفت بها رســـم الرســول وعهــده
وقرا بها واراه في التــــرب ملحــــد
ظللت بها أبكي الرسول فأسعـــدت
عيــون ومثــلاها من الجفن تسعــد
تذكــــرن آلاء الرســــول ومـــا أرى
لها محصـــيا نفســي فنفســي تبلــد
مفجعة قد شفهـا فقــــد أحمـــد
فظلــت لآلاء الرســـــول تعــــدد
وما بلغت من كـــل أمــر عشيــره
ولكن لنفسـي بعــــد ما تــوجــد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدهــــا
علــى طلل القبر الذي فيه أحمــد
وبورك لحد منك ضــــم طيـــبا
عليه بناء مــــن صفيــــح منضــد
تهيل عليه التــــرب أيد و أعين
عليــه وقــد غــارت بذلك أسعـد
لقد غيبوا حلما وعلــــما ورحمــة
عشية علوه الثــرى لا يــوســـد
يبكون من تبكي السماوات يومــــه
ومن قد بكته الأرض فالناس أكمــــد
وهل عدلت يوما رزيــــة هالــك
رزية يوم مات فيــــه محمـــد
تقطع فيه منزل الوحــي عنــهم
وقــد كــان ذا نـور يغور وينجد
إمام لهم يهديهم الحق جاهـــدا
معلم صــدق إن يطيعــوه يسعــدوا
عفو عن الزلات يقبــــل عذرهــم
وإن يحسنوا فالله بالخير أجـــود
وإن ناب أمر لم يقومــــوا بحملــه
فمن عند ه تيسيــر مــا يتشــدد
فبينا هم في نعمـة الله بينهــــم
دليــل بـــه نهج الطريقة يقصـد
عزيز عليه أن يجــوروا عن الهــدى
حريص على أن يستقيمــوا ويهتــدوا
عطوف عليهم لا يثنـــي جناحــه
إلى كنف يحنـــوا عليهــم ويمهـد
فبيناهم في ذلك النـــــور إذ غــدا
إلى نورهم سهم من المــــوت مقصــد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعــــها
لغيــبة ما كانت من الوحي تعهد
فأصبح محمـــــودا إلى الله راجــــعا
يبكيه حق المرسـلات ويحمــد...(1)
 
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day