1. المقالات
  2. معجم افتراءات الغرب على الإسلام_أنور محمود زناتي
  3. المستشرق:بينيدكت السادس عشر شبهة انتشار الاسلام بحد السيف

المستشرق:بينيدكت السادس عشر شبهة انتشار الاسلام بحد السيف

الكاتب : حرف الباء
المقال مترجم الى : עברית

بينيدكت السادس عشر


البابا بنديكيت السادس عشر في تصريحاته الشهيرة يعيد نفس ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني.. فبنديكيت جاء لاستكمال مسيرة اقتلاع الإسلام وهو في كل الأحوال يقوم بعملية إسقاط رهيبة ضد الإسلام عبر اتهامه للنصوص وشرحه لمفهوم الله.وعن شخصيته نجد أن اختياره اسم 'بنديكيت' له دلالة خطيرة فهذا الاسم لأحد أسماء الباباوات السابقين الذين شاركوا في الحملات الصليبية ضد الإسلام وهو اسم لبابا آخر كان يقول: إنه سيد أوربا وأعلن في أكثر من لقاء أنه لا تراجع عن عمليات التبشير والتنصير ويستخدم كل الوسائل لتحقيق ذلك.وتولي لمدة 20 عاما لجنة العقيدة والإيمان في الكنيسة الكاثوليكية وهي بالأساس لجنة محاكم التفتيش التي تعمل علي التصدي لكل المحاولات الكاشفة لطبقات الأكاذيب عن المسيحية المتراكمة عبر التاريخ.

 

شبهة انتشار الاسلام بحد السيف


الرد


إن الفكرة التي شاعت أن السيف كان العامل في تحويل الناس إلى الإسلام بعيدة عن التصديق. إن نظرية العقيدة الإسلامية تلتزم التسامح وحرية الحياة الدينية لجميع أتباع الديانات الأخرى، وإن مجرد وجود عدد كبير جداً من الفرق والجماعات المسيحية في الأقطار التي ظلت قروناً في ظل الحكم الإسلامي لدليل ثابت على ذلك التسامح.
ومن الشهادات المنصفة شهادة العلامة"دافيد دى سانتيلا" الذي يقول: "إن المستوى الأخلاقي الرفيع الذي يسم الجانب الأكبر من الشريعة الإسلامية قد عمل على تطوير وترقية مفاهيمنا العصرية، وهنا يكمن فضل هذه الشريعة الباقي على مر الدهور؛ فالشريعة الإسلامية ألغت القيود الصارمة والمحرمات المختلفة التي فرضتها اليهودية على أتباعها، ونسخت الرهبانية المسيحية، وأعلنت رغبتها الصادقة في مسايرة الطبيعة البشرية والنزول إلى مستواها، واستجابت إلى جميع حاجات الإنسان العملية في الحياة، تلك هي الميزات التي تسم الشريعة الإسلامية في كبد حقيقتها.

 


ويقول المستشرق الفرنسي (كارادى فو): "والسبب الآخر لاهتمامنا بعلم العرب هو تأثيره العظيم في الغرب، فالعرب ارتقوا بالحياة العقلية والدراسة العلمية إلى المقام الأسمى في الوقت الذي كان العالم المسيحي يناضل نضال المستميت للانعتاق من أحابيل البربرية وأغلالها، لقد كان لهؤلاء العلماء (العرب) عقول حرة مستطلعة"إن الإسلام ضد الحرب .. ولكن حين تفرض عليه هذه الحرب فلا مناص من المواجهة ولا مفر من القضاء على قوى الطغيان والشر.

 


ويقول “توماس كارليل”: كانت نية هذا النبى قبل عام 622 م أن ينشر دينه بالحكمة والموعظة الحسنة وقد بذل فى سبيل ذلك كل جهد ، ولكنه وجد الظالمين لم يكتفوا برفض رسالته ودعوته ، بل عمدوا إلى إسكاته بشتى الطرق من تهديد ووعيد واضطهاد حتى لا ينشر دعوته. وهذا ما دفعه إلى الدفاع عن نفسه والدفاع عن دعوته وكأن لسان حاله يقول: أما وقد أبت قريش إلا الحرب فلتنظر إذن أى قوم نحن ... واستطرد قائلاً يرد على القائلين بأن هذا النبى نشر الإسلام بالسيف فيقول: “أرى أن الحق ينشر نفسه بأية طريقة حسبما تقتضيه الحال ... ألم تروا أن النصرانية كانت لا تأنف أن تستخدم السيف أحياناً ، وحسبكم ما فعله شارلمان بقبائل الساكسون ... أنا لا أحفل أكان انتشار الحق بالسيف أم باللسان أم بأية طريقة أخرى ... فلندع الحقائق تنشر سلطانها بالخطابة أو بالصحافة أو بالنار ... لندعها تكافح وتجاهد بأيديها وأرجلها وأظافرها فإنها لن تنهزم أبداً ... ولن يُهزم منها إلا ما يستحق الفناء ... ”.

 


أولا : آيات القران الكريم :–" لا إكراه في الدين * قد تبين الرشد من الغي " " البقرة 256"
" ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه " " النحل 125"
" لكم دينكم ولي دين " " الكافرون 6 "
"فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" " الغاشية 21 , 22"

 

 

ثانيا : البراهين التاريخية :

1–حينما بدأ الرسول دعوته وحيدا لا سلاح و لا مال دخل مجموعه من عظماء مكة الدين الإسلامي أمثال آبي بكر وعثمان وسعد ابن آبي وقاس وطلحه والذبير ثم عمر فهل هؤلاء دخلوا بالقوة في الإسلام ؟؟ وأين القوه في ذلك الوقت , وفي هذا الصدد يقول الأستاذ العقاد في كتابه " عبقرية محمد " ص48 " أن كثير من الناس لم يخضعوا للسيف ليسلموا و ولكنهم تعرضوا بإسلامهم للسيف "

 

2–في بداية الدعوة الإسلامي كان الرسول واتباعه يتعرضون لاشد أنواع الاضطهاد والتعذيب , وفي وسط هذا العناء والضعف الذي كان يلم بالرسول واتباعه كان أهل المدينة يسعون إلى الإسلام ويعتنقونه و فهل يمكن أن نقول أن الإسلام انتشر بالقوة بين سكان المدينة ؟!!

 

3-جاء الصليبيون إلى الشرق أثناء الخلافة العباسية للقضاء علي الإسلام وإذا بالإسلام يجذب جموع من الصلبين فيدخلونه ويحاربون في صفوف الإسلام ويقول توماس ارنود في كتابه " حالات التحول إلى الإسلام بين الصلبين " ص 108 " لقد اجتذبت الدعوة المحمدية إلى أحضانها من الصلبين عددا مذكورا حتى العهد الأول و ولم يقتصر ذلك علي عمه النصارى بل أن بعض أمرائهم وقادتهم انضموا أيضا إلى المسلمين حتى في انتصارات المسجين " فهل يمكن أن تقول بانتشار الإسلام بالقوة بين الصلبين ؟؟

 

4–في القرن السابع الهجري هاجم المغول الجانب الشرقي من العالم الإسلامي ودمروا ما دمروا وسفكوا الدماء وحطموا مظاهر الحضارة الاسلاميه بحرق الكتب وقتل العلماء حتى وصل الآمر بقتل الخليفة نفسه , وهوت أمامهم كل مظاهر قوي المسلمين , ورغم ذلك جذب الإسلام هؤلاء الغزاة فدخل كثير من جند المغول في الإسلام الذي حاربوه عملوا علي تقويضه في بادئ الآمر فهل يمكن أن نقول أن الإسلام انتشر بين المغول بالقوة ؟؟

 


5–إن الإحصاءات التي اوردها ابن هشام نقلا عن ابن إسحاق تثبت أن عدد شهداء المسلمين في جميع الغزوات 139 اكبر من عدد قتلي المشركين 112

 

6–ويحدثنا التاريخ أن أهم فتره انتشر فيها الإسلام هي فتره السلم التي تمت بصلح الحديبيه بين المسلمين وقريش والتي استمرت سنتين ويقول المؤرخون أن من دخل الإسلام في هذه الفترة القليل اكتر مما دخلوه في المدة بين بداية الدعوة وحتى هذا الصلح والذي يقارب عشرين عاما

 

7–انتشر الإسلام انتشارا واسعا في إندونيسيا وماليزيا وفي أفريقيا فأين كانت القوه التي نشرت الدين الإسلامي في هذه البلاد وجذبت لها قلوب الملاين

 


أما عن أجابه السؤال الثاني وهو لماذا حدثت الحروب بين المسلمين وغيرهم ؟؟ والاجابه عن هذا السؤال هي :–

1–الدفاع عن النفس : يقرر التاريخ أن المسلمين قبل الهجرة لم يؤذن لهم بالقتال وقد ضرب عمار وبلال وياسر وأبو بكر ومات ياسر من قسوة التعذيب ولم يرفع هؤلاء أيديهم لرد الاعتداء ولكن المشركين ازدادوا بغيا حتى قرروا قتل الرسول صلي الله عليه وسلم , وكلما همت نفوس المسلمين لرد هذا الاعتداء والظلم منعهم الرسول ويقول لهم " لم اومر بقتال " حتى هاجر الرسول إلى المدينة , وبدء المشركون يضعون خططهم للقضاء علي الإسلام في شبه الجزيرة العربية فكان من الضروري دفاع المسلمين عن دينهم وعن نفسهم , فأذن الله بالدفاع عن أنفسهم بقوله تعالي " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله علي نصرهم لقدير والذين اخرجوا من ديارهم بغير حق ألا أن يقولوا ربنا الله " " الحج 37 "

 

 

2–تامين الدعوة أتاحه الفرصة للضعفاء الذين يردون اعتناق الإسلام : كانت قريش كما سبق القول تسلك كل الطرق للقضاء علي الدعوة الاسلاميه فكانت هناك الكثير من سكان مكة ومن العرب يملون إلى الإسلام ويردون الدخول فيه ولكنهم كانوا يخافون أن يتعرضون لما تعرض له المسلمون الآخرون من الإيذاء والتعذيب فكانوا يلجاءوا إلى الأيمان سرا وهؤلاء نزلت فيه الآبه الكريمة " ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطاوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم " " الفتح 25 "
فأذن الله لرسوله وللمؤمنون حماية الدعوة بقوله تعالي "ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال ولنساء والولدان " "النساء 75"

 

 

3 –الدفاع عن الامه الاسلاميه حتى لا تدكها جيوش الفرس والروم : قبل الإسلام كان العرب ما هم إلا مجموعات متناثرة من القبائل وهذا الذي جعل الفرس والروم لا يخشون من العرب في هذا الوقت لضعفهم ولتناثرهم علي الأراضي الواسعة وللتناحرالذي يشب بينهم بين الحين والأخر . وبعد ظهور الإسلام وفي بداية الدعوة الاسلاميه كان الرسول واتباعه يتعرضون لاضطهاد وإيذاء من قبل قريش واليهود وهذا الذي جعل الفرس والروم لا يهتمون بهذه الدعوة لاعتقادهم أنها حركه قام بها شخص عربي واهل قريش واليهود سوف يقضون عليها . ولكن سرعان ما استقر الإسلام بانتصاراته المتتالية علي أعدائه وبدا الدين ينتشر بين العرب , ومن هنا شعر الفرس والروم بخطورة الإسلام و بداءوا يخططون للقضاء علي هذا الدين الجديد والذي وحد العرب تحد رايته .
وعلي الرغم من ذلك الرسول صلي الله عليه وسلم لم يبادر بالعداء لهم ولكنه قام بالإرسال لهم يدعوهم ألي الدخول في الدين الجديد حتى بدءوا يضمرون الشر للرسول وللمسلمين فبدأت الحروب بين المسلمين والفرس والروم لحماية آلامه الاسلاميه من بطش هذين القوتين العظميين في ذلك الوقت .

 

 


علاقة الحالة الأقتصاديه بالحروب :–
من الشبهات التي تردد علي الحروب الاسلاميه مع الغير هي أن المسلمين قاموا بهذه الحروب لأغراض اقتصاديه فقط بعيدا عن نشر الدين بين أرجاء المعمورة , فكان المسلمون يجتاحون البلاد الغنية ويستولون علي ثوراتها هذا ما كان يدعيه المستشرقين منذ القدم وحتى يومنا هذا والاجابه علي هذه الشبه هي كما يلي :–


 يجب ألا ننكر انه قد يكون هناك بعض من المسمين المحاربين يحبون الأموال والثروات التي في الأمصار المختلفة والتي فتحها المسلمون ولكن هذا الحب لم يكن هو الهدف الرئيسي لدخول هذه الحروب لأنه كان العامل الأساسي لدي جميع المسلمين هو إعلاء كلمه الله عز وجل والدليل علي ذلك كما يلي :–


1 –الحروب التي حدثت بين المسلمين والمرتدين ومانعي الزكاة وكانت تقوم هذه الحروب في البادية الفقيرة وليست فيها أي أطماع ثرواتيه ولكن كان هدفهم الأول هو إعلاء كلمه الله عز وجل .

2 –إن الحروب التي قام بها المسلمون حروب مع جيوش جراره وعاتية وكانت المخاطر للدخول في حروب معها كبيره والعواقب غير مامونه العواقب , فكيف سيجازف الرسول والخلفاء بالدخول في حروب بغرض المال وقد تؤدي هذه الحروب ألي القضاء علي الدعوة الاسلاميه من أساسها

إذن بالعرض السابق يتضح أن العقيدة هي التي رخص من اجلها كل شئ وان المسلم كان بسعي ألي الوصول ألي إحدى الحسنيين أما النصر وإعلاء كلمه الله أو الشهادة والثواب العظيم و وكان المال أو الثروات آخر ما يفكر فيه المسلم والدليل علي ذلك هي الحالة المعيشية للمسلمين الأوائل من تقشف وزهد كما سبق أن وضحنا

 

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day