1. المقالات
  2. الرحمة المهداة _ محمد بن عبد الله زعوري
  3. رحمته بأصحاب الحدود

رحمته بأصحاب الحدود

رحمته بأصحاب الحدود


ومن أصحابه رضوان الله عليهم من قارف ذنباً فاستحق به عقوبة ليطهره الله بها ...
فكانت رحمة النبي بهم أن يجنبهم إقامة الحدود وذلك إما:بالتسامح والتغافر قبل أن يرفع إليه الأمر لما روى ابن مسعود قال علمت أول حدٍ في الإسلام امرأة سرقت فقطعت يدها فتغير لذلك وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيراً شديداً ثم قال : (( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفورٌ رحيم ))1 .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( تعافوا الحدود  فيما بينكم فما بلغني من حدٍ فقد وجب )2

 


أو بعدم أثباته على مقترف الحد إن جاء يعترف على نفسه ، فها هو يعرض عن ماعز عندما جاء يعترف بالزنا . أعرض عنه الأولى والثانية والثالثة والرابعة .. ثم قال له لعلك فاخذت قبّلت وكل ذلك ، وماعز مقر على نفسه ، حتى أن الغامدية عندما جاءت تعترف قالت ( أراك تريد أن تردني كما رددت ماعزا ... ) .
وإن ثبت الحد على من لا يقوى عليه لضعف فيه خفف عنه ذلك فعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بامرأة قد زنت فقال : ممن قالت من المقعد الذي في حائط سعد فأرسل إليه فأتى به محمولاً فوضع بين يديه فاعترف فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثكال فضربه ، ورحمه لزمانته وخفف عنه )3 .

 

____________________

1 المسند  وهو ضعيف .

2 أبو داود 4376 ، والنسائي 4803

3 نسائي 5317 ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح المجمع 6 / 255

 

 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day