السؤال : ما صحة هذا الحديث ؟ رجل يشكو ابنه لرسول الله جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ، ذات يوم، أب كبير السن ، يشكو إليه عقوق ولده فقال: يا رسول الله كان ضعيفا ًوكنت قوياً ، وكان فقيراً وكنت غنياً ، فقدمت له كل ما يقدم الأب الحاني للابن المحتاج. ولما أصبحت ضعيفاً وهو قوي ، وكان غنياً وأنا محتاج ، بخل علي بماله ، وقصّر عني بمعروفه ثم التفت إلى ابنه منشداً : غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً...تعلُّ بما أدنـي إليـك وتنهـلُ إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت...لشكـواك إلا ساهـراً أتملمـلُ كأني أنا المطروق دونك بالذي...طرقتَ به دوني وعيني تهمـلُ فلما بلغت السن والغاية التي...إليها مدى ما كنتُ منك أؤمِّـلُ جعلت جزائي منك جبهاً وغلظةً...كأنك أنت المنعم المتفضـلُ فليتك إذ لم تَرعَ حق أبوتي...فعلت كما الجار المجاور يفعـلُ فأوليتني حق الجوار ولم تكن...عليّ بمال دون مالـك تبخـلُ فبكى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وقال : ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى ثم قال للولد: أنت ومالك لأبيك... اقول النبي صلى الله عليه و أله وسلم لا يبكي الا لامر عظيم وقلائل هية المواقف التي يبكي فيها فانظروا الى عظمة بر الوالدين عند النبي صلى الله عليه وأله وسلم وفي الاسلام فل نبر والدينا ولنسعدهم ولندعو الله ان يطول لنا بااعمارهم انه ولي ذلك والقادر عليه وهذه القصيدة والقصة هي السبب في مقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت وما تملك ملكا لأبيك .. وأصبحت قاعدة شرعية في كل المحاكم الإسلامية الجواب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المحدث فيه غير معروف وقد ضعفه العلماء 1 - جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أبي أخذ مالي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اذهب فائتني بأبيك ، فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه ، فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما بال ابنك يشكوك تريد أن تأخذ ماله ؟ قال : سله يا رسول الله هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إيه دعنا من هذا ، أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك ، فقال الشيخ : والله يا رسول الله ما يزال الله يزيدنا بك يقينا ، فقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي ، فقال : قل وأنا أسمع ، فقال : قلت : غذوتك مولودا ومنتك يافعا ، تعل بما أجني عليك وتنهل ، إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت ، لسقمك إلا ساهرا أتململ ، كأني أنا المطروق دونك بالذي ، طرقت به دوني فعيني تهمل ، تخاف الردى نفسي عليك وإنها ، لتعلم أن الموت وقت مؤجل ، فلما بلغت السن والغاية التي ، إليها مدى ما كنت فيك أؤمل ، جعلت جزائي غلظة وفظاظة ، كأنك أنت المنعم المتفضل ، فليتك إذ لم ترع حق أبوتي ، فعلت كما الجار المجاور يفعل ، تراه معدا للخلاف كأنه ، برد على أهل الصواب موكل . قال : فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال : أنت ومالك لأبيك ---------- الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 127 خلاصة حكم المحدث: [فيه] المنكدر ضعفوه من قبل حفظه وهو في الأصل صدوق لكن في السند إليه من لا يعرف *********************** 2 - جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أبي أخذ مالي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاذهب فأتنى بأبيك ، فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه ، فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما بال ابنك يشكوك تريد أن تأخذ ماله ؟ قال : سله يا رسول الله هل أنفقته إلا على عماته وخالاته أو نفسي ؟ فقال الشيخ : والله يا رسول الله ما يزال يزيدنا بك يقينا ، لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي ، فقال قل وأنا أسمع ، فقال : قلت : غذوتك مولودا ومنتك يافعا تعل بما أجني عليك وتنهل ، إذا ليلة ضاقتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا ساهرا أتململ ، كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعيني تهمل ، تخاف الردى نفسي عليك وإنها لتعلم أن الموت وقت مؤجل ، فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ما كنت فيها أؤمل ، جعلت جزائي غلظة وفظاظة كأنك أنت المنعم المتفضل ، فليتك إذ لم ترع حق أبوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل ، تراه معدا للخلاف كأنه برد على أهل الصواب موكل ، قال : فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال : أنت ومالك لأبيك ----------------- الراوي: جابر المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 2/68 خلاصة حكم المحدث: فيه من لا يعرف ***************************** 3 - جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي أخذ مالي , فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فأتني بأبيك , فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله عز وجل يقرئك السلام , و يقول لك إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه , فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما بال ابنك يشكوك تريد أن تأخذ ماله , قال سله يا رسول الله هل أنفقته إلا على أحدى عماته أو خالاته أو على نفسي , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ايه , دعنا من هذا , أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك , فقال الشيخ والله يا رسول الله ما يزال الله يزيدنا بك يقينا , لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي , فقال قل و أنا أسمع فقال قلت : غذوتك مولودا و منتك يافعا تعل بما أجني عليك و تنهلإذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا ساهرا أتململ كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني , فعيني تهمل تخاف الردى نفسي عليك , و إنها لتعلم أن الموت وقت مؤجل فلما بلغت السن و الغاية التي إليها مدى ما كنت فيك أؤمل جعلت جزائي غلظة و فظاظة كأنك أنت المنعم المتفضل فليتك إذ لم ترع حق أبوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل تراه معدا للخلاف , كأنه برد على أهل الصواب موكل و يروي بدل هذا الأخير قوله البيت : فأوليتني حق الجوار فلم تكن علي بمال دون مالك تبخل قال فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه , وقال : أنت ومالك لأبيك ------------------------ الراوي: جابر بن عبد الله الأنصاري المحدث: العجلوني - المصدر: كشف الخفاء - الصفحة أو الرقم: 1/240 خلاصة حكم المحدث: فيه المنكدر ضعفوه مع العلم ان هناك حديث آخر صحيح وردت فيه جملة انت ومالك لأبيك وهو أما حديث: " أنت ومالك لأبيك" فرواه ابن ماجه، والإمام أحمد، والحديث معتضد بأحاديث أخرى منها : حديث عائشة الذي رواه الحاكم وابن حبان في صحيحه، ولفظ أحمد أخرجه الحاكم وصححه أبو حاتم، وأبوزرعة. ذكر ذلك الشوكاني في نيل الأوطار. و صححه الألباني في صحيح الجامع 2. أما مناسبته، فعن جابر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي مالاً وولداً ، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال: "أنت ومالك لأبيك". ولفظ أحمد وأبي داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن أعرابيا أتى للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال : " أنت ومالك لوالدك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإنّ أولادكم من كسبكم فكلوه هنيئاً ". وذكر الشوكاني في هذا الحديث طرقاً، ثم قال: وبمجموع هذه الطرق ينتهض للاحتجاج، ثم قال: فيدل على أن الرجل مشارك لولده في ماله، فيجوز له الأكل منه، سواء أذن الولد أو لم يأذن. ويجوز له أيضا أن يتصرف به كما يتصرف بماله ما دام محتاجاً ولم يكن ذلك على وجه السرف والسفه، ونقل الشوكاني القول عن العلماء أن اللام في الحديث، لام الإباحة لا لام التمليك، فإن مال الولد له، وزكاته عليه، وهو موروث عنه. والله تعالى أعلم. ************************** عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَالا وَوَلَدًا وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي فَقَالَ أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث جابر. قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله : هذا الحديث ليس بضعيف لشواهده ، ومعنى ذلك : أن الإنسان إذا كان له مال : فإنَّ لأبيه أن يتبسَّط بهذا المال ، وأن يأخذ من هذا المال ما يشاء لكن بشرط بل بشروط : الشرط الأول : ألا يكون في أخذه ضرر على الابن ، فإن كان في أخذه ضرر كما لو أخذ غطاءه الذي يتغطى به من البرد ، أو أخذ طعامه الذي يدفع به جوعه : فإن ذلك لا يجوز للأب. الشرط الثاني : أن لا تتعلق به حاجة للابن ، فلو كان عند الابن أمَة يتسراها : فإنه لا يجوز للأب أن يأخذها لتعلق حاجة الابن بها ، وكذلك لو كان للابن سيارة يحتاجها في ذهابه وإيابه وليس لديه من الدراهم ما يمكنه أن يشتري بدلها : فليس له أن يأخذها بأي حال . الشرط الثالث : أن لا يأخذ المال مِن أحد أبنائه ليعطيه لابنٍ آخر ؛ لأن ذلك إلقاء للعداوة بين الأبناء ، ولأن فيه تفصيلاً لبعض الأبناء على بعض إذا لم يكن الثاني محتاجاً ، فإن كان محتاجاً : فإن إعطاء الأبناء لحاجة دون إخوته الذين لا يحتاجون : ليس فيه تفضيل بل هو واجب عليه . وعلى كل حال : هذا الحديث حجة أخذ به العلماء واحتجوا به ، ولكنه مشروط بما ذكرنا ، فإن الأب ليس له أن يأخذ من مال ولده ليعطي ولداً آخر . والله أعلم .