أداب الدعاء لما كان الدعاء فى الحج أمرا مطلوبا فنريد أن نعرف ما هى آداب الدعاء التى يستحب للمسلم أن ياتى بها ولكن قبل البدء فى ذلك نريد أن نعرف ما هو الدعاء؟ الدعاء هو الطلب والرجاء وهو أن يسأل الإنسان ربه أمرا من الأمور من قبيل ما أحله الله عز وجل س:وهل كان الدعاء مباحا للأمم السابقة؟ الدعاء من الخصائص التي ميز الله عز وجل بها الأمة الإسلامية على سائر الأمم فقد كان يقال لكل نبي ادع بما شئت فأنت مستجاب الدعوة لكن أمة الحبيب قال لها رب العزة سبحانه وتعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) س:وهل هناك أدلة أخرى؟ لما أقبل بعض من أصحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم يسألونه أربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه أنزل الله عز وجل (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فدلت الآيات الكريمات على أن الدعاء مقبول بلا واسطة. س:وما معنى أن الدعاء مقبول بلا واسطة؟ هناك بعض من الطاعات يتوقف حصول العبد على ثوابها على اتيانه بطاعة اخرى معها س:نريد مثالا على ذلك تأمل ايها المستمع الكريم معنا فى قول الله عز وجل (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) حتى ينال الصابر جزاء البشرى لابد من قوله إنا لله وإنا إليه راجعون ثم تأتى البشرى بعد ذلك "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" فجزاء الصبر موقوف على الرضا لكن الدعاء لم يكن الجزاء فيه مشروطا (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) الدعاء تليه الاستجابة. س:هل الدعاء عبادة أو قربة إلى الله؟ نعم الدعاء عبادة من تركه كان آثما عند الله. س:وما الدليل على ذلك؟ الدليل على ذلك قول الله عز وجل فى محكم كتابه العزيز(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) س:وما وجه الدلالة من تلك الآية الكريمة؟ قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) بعد قوله تبارك وتعالى (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) فيه دليل على أن من ترك الدعاء يقع عليه إثم ذلك لأنه نسى أن له ربا يلوذ إليه يسأله قضاء الحوائج وتفريج الكربات ورحم الله من قال: الله يغضب إن تركت سؤاله وبنى آدم حين يسئل يغضب وخاصة إذا وصل الإنسان إلى الرحاب المقدسة ويشاهد الكعبة المشرفة ويشرب من ماء زمزم ويسعى بين الصفا والمروة ويتذكر الخليل إبراهيم حينما دعى ربه قائلا: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون". س:وما هى آداب الدعاء؟ أولا:اليقين والتوكل على الله وان يعلم ان الدعاء مستجاب لا محالة لكن وقت أن يشاء رب العزة. ثانيا ألا يدعو بإثم أو بقطيعة رحم فالدعاء محصور فى الخيرات فقط فليدع الله عز وجل بخيرأو ليسكت. س:وما الدليل على ذلك؟ قوله صلى الله وسلم يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ثالثا:ألا يتعجل الإجابة لان تعجل الإجابة من الأمور التى توقف استجابة الدعاء س:وما الدليل على ذلك؟ فوله صلى الله عليه: "وسلم يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : إني قد دعوت فلم يستجب لي" فالله عز وجل إما أن يستجيب الدعاء وإما أن يؤخره ليوم يعلمه الله وإما أن يدخره الله لصاحبه في الآخرة يوم لا ينفع مال ولا نون إلا من أتى الله بقلب سليم. س:وهل هناك آداب أخرى فى الدعاء؟ من آداب الدعاء أيضا استقبال القبلة ورفع اليدين وهذا إن كان بوسعه أما إن وجد فى مكان لا يتمكن فيه من ذلك فلا حرج كذلك فانه لا يرفع صوته فى الدعاء بل يخفض من صوته اللهم إن كان الإمام يدعو والناس تؤمن خلفه س:وهل له طريقة معينة؟ يبدأ بحمد الله بما هو أهله والصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم وأن يدعو لنفسه ثم لذويه ثم لعامة المسلمين ثم يختم بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.ولا تشترط صيغة معينة في الدعاء وللإنسان أن يدعو الله عز وجل بأية صيغة شاء والعبرة في كل هذا بالقبول.