•حسن رعاية أربائه و ربائبه صلى الله عليه وسلم : خلف أبو سلمة أربعة من الأولاد وهم : سلمة ، و عمر ، و درة ، و زينب ، رضيَ الله عنهم ، ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة كانوا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاملهم معاملة الأب الرحيم والكافل الأمين ، لا يفرق بينهم وبين أولاده في التربية والرعاية . ومن مظاهر رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لأربائه ولربائبه ما يلي : المظهر الأول : حسن تربيتهم . أول مراتب التربية وأشرف معانيها هو توجيه النشئ إلى الفضائل ، بأن يرشده إلى الإيمان والعبادة والتخلق بالأخلاق الحسنة ، وإبعاده عن الرذائل بأن ينهاه عن الشرك بالله وكل ما يؤدي إليه ، ويجنبه عن المعاصي ، وعن الأخلاق السيئة ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [1]. وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تربية أربائه و ربائبه تربية حسنة ، وتنشئتهم تنشئة صحيحة ، ف صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم عن عمر بن أبي سلمة رضيَ الله عنهما أنه دخل على رسول الله وعنده طعام فقال : أدن يا بني ، فسم الله تعالى ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك )) [2]. هذا الحديث يكشف لنا صورا مشرقة من حسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أربائه و ربائبه ومنها : ندائه لربيبه عمر بـ : يا بني ، كما يدعو سائر أولاده من الصلب ، ولهذا النداء أثر عظيم في نفوس الأيتام الذين حرموا من كثير من معاني الأبوة ، التي لا يدركها إلا من عانى من اليتم و مآسيه ، وكذلك إرشاده إلى آداب الأكل والشرب وأهمها أن يسم الله تعالى في أوله ، وأن يأكل بيده اليمنى ، وأن يأكل مما يليه من الطعام . ------------------------------------------- [1]سورة التحريم الآية 6 [2]مختصر الشمائل المحمدية ص 106