إن ترك المعلم الطالب يستخرج الجواب بنفسه ، وسيلة نافعة في إعمال الذهن ، وتحريضه على التفكير والإدلاء بالجوانب . ويكفي هذه الطريقة فائدة ، أنها شحذت الذهن والحواس ، وجعلتها تبحث جاهدة للعثور على الجواب المطلوب ، وهذا في حد ذاته تقدماً ومكسباً ينضاف إلى رصيد الطالب . بيان ذلك . بأن يطرح المعلم مسألة معينة ، ثم يقربها لهم ويترك الجواب أو الحكم النهائي لهم . وقد تكون هذه المسألة المطروحة تستلزم جواباً من الطالب ، وقد لا تسلتزم ذلك ولكنها تتطلب إعمالاً ذهيناً وشحذاً فكرياً . وإليك الأمثلة : 1- عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يصبح على كل سلامي ، من ابن آدم صدقة تسليمه على من لقي صدقه ، وأمره بالمعروف صدقة . ونهيه عن المنكر صدقة ، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة ، وبضعة أهله صدقة . ويجزيء من ذلك كله ركعتان من الضحى).. ( قالوا : يارسول الله أحدنا يقشي شهرته وتكون له صدقة ؟ قال : أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم ؟ أخرجه مسلم (720) وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ، أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن ياثم ؟ فالجواب وإذا كان مسكوتاً عنه ، فهو إن وضعها في حلها فهو له صدقة . أليس إعمالاً للذهن ؟ 2-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل من بي فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أمرتي ولدت غلاماً أسود . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هل لك من إبل ؟ ) قال : نعم . قال : ( فما ألوانها ؟ ) قال : حمر . قال : ( فهل فيها من أورق ؟ ) قال : إن فيها لورقاً . قال : ( فأني أتاها ذلك ؟ ) قال ك عسى أن يكون نزعة عرق . قال : ( وهذا عسى أن يكون نزعه عرق ) أخرجه مسلم (1500) وعند التأمل لهذا الحديث نرى كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم حاوره وقرب إليه المسألة حتى أجاب السائل بقوله : عسى أن يكون عرق . ولا شك أن هذه الطريقة تتطلب براعة من المعلم ، وحسن اختبار للمسائل المطروحة ، ومراعاة البساطة والسهوة فيها ، وتقريبها للذهن بذكر القرائن والاحوال المصاحبة ونحو ذلك . الخلاصة : 1) استخراج الطالب الإجابة بنفسه من المسألة ، طريقة مفيدة ونافعة في إعمال الذهن ، وشحذ الفكر . 2) قد تستلزم المسألة المطروحة إجابة من الطالب ، وقد لا تستلزم ذلك . 3) هذه الطريقة تتطلب براعة من المعلم ، وحسن اختيار للأمثلة . 4) كلمة كانت المسألة المطروحة ، سهلة ـ ليست من النوع التي تصعب على الذهن ـ كان ذلك أدعى لحصول المقصود .