أولًا - حقوق المولود على أبيه عند الميلاد : 1- عند ميلاد الطفل يختار الأب له أحسن الأسماء : إنَّ مما عمت به البلوى أنْ نرى بعض المسلمين يختارون أسماء عجيبة لأبنائهم ، من أسماء اليهود و النصارى و لا ندري السبب إلا كأنَّهم يريدون أنْ يخلعوا هويتهم العربية الإسلامية . و يكره أنْ يتسمى الولد باسم عبد النبي أو عبد أي شيء غير الله ، و أيضًا يكره أنْ يتسمى بأسماء الجبابرة و الظلمة مثل : فرعون و هامان و قارون ، و قد رأينا بعض الذين سموا أبناءهم بوش بعد حرب الكويت .! فعلى الأب أن يختار لابنه أحسن الأسماء التي توافق هويتنا الإسلامية . 2- و يذبح له العقيقة إن أمكن : و دليل العقيقة ما رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن أم كرز الْكَعْبِيَّة ، أَنَّهَا سَأَلت الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَ سلم عَن الْعَقِيقَة فَقَالَ : « عَن الْغُلَام شَاتَان وَ عَن الْأُنْثَى وَاحِدَة وَ لَا يضركم ذكرانا كن أَو إِنَاثًا » رَوَاهُ أَحْمد وَ التِّرْمِذِيّ وَ قَالَ هَذَا حَدِيث صَحِيح . وَ عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ، عق عَن الْحسن وَ الْحُسَيْن كَبْشًا كَبْشًا . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَ النَّسَائِيّ وَ لَفظ النَّسَائِيّ بكبشين كبشين . و يستحب أن تطبخ العقيقة لا أن توزع نيئة - نقله ابن القيم في تحفه المولود - . 3- و يحنكه : وَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ : « ولد لي غُلَام فَأتيت بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَماهُ إِبْرَاهِيم وحنكه بتمر » . وَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أنس بن مَالك قَالَ : كَانَ ابْن لأبي طَلْحَة يشتكي فَخرج أَبُو طَلْحَة فَقبض الصَّبِي فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَة قَالَ : مَا فعل الصَّبِي ؟ ، قَالَت : أم سليم هُوَ أسكن مِمَّا كَانَ ، فقربت إِلَيْهِ الْعشَاء فتعشى ثمَّ أصَاب مِنْهَا ، فَلَمَّا فرغ ، قَالَت : واروا الصَّبِي ؛ فَلَمَّا أصبح أَبُو طَلْحَة أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ ، فَقَالَ : أعرستم اللَّيْلَة ؟ ، قَالَ : نعم ، قَالَ : اللَّهُمَّ بَارك لَهما فَولدت غُلَاما ، فَقَالَ لي أَبُو طَلْحَة : احمله حَتَّى تَأتي بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَ سلم وَ بعثت بِهِ بتمرات ، فَأَخذه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَ سلم ، فَقَالَ : أمعه شَيْء ؟ ، قَالُوا : نعم ، تمرات . فَأَخذهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَ سلم فمضغها ثمَّ أَخذهَا من فِيهِ فَجَعلهَا فِي فِي الصَّبِي ثمَّ حنكه وَ سَماهُ عبد الله . أمَّا حديث الأذان في أذن المولود اليمنى و الإقامة في أذنه اليسرى ، فهو ضعيف لا يجوز العمل به . 4- الختان : الختان و الختانة لغة : الاسم من الختن ، و هو قطع القلفة من الذكر ، و النواة من الأنثى ، كما يطلق الختان على موضع القطع . و هو : واجب على الرجال ، و اختلفوا في حكم للنساء ما بين أنَّه سنة أو واجب ، و الراجح أنَّه واجب ، لقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : « إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْل » ، دليل على أنَّ النساء كن يختتن ؛ و لأن هناك فضلة فوجب إزالتها كالرجل . - مقدار ما يقطع في الختان : يكون ختان الذكور بقطع الجلدة التي تغطي الحشفة ، وتسمى القلفة و الغرلة ، بحيث تنكشف الحشفة كلها . و يكون ختان الأنثى بقطع ما ينطلق عليه الاسم من الجلدة التي كعرف الديك فوق مخرج البول ؛ و السنة فيه أن لا تقطع كلها بل جزء منها . و ذلك لحديث أم عطية - رضي الله عنها - ، أنَّ امرأة كانت تختن بالمدينة ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : « اخفضي و لا تنهكي ، فإنِّه أنضر للوجه و أحظى عند الزوج » . السلسلة الصحيحة - وقت الختان : و يستحب ختانه في الصغر إلى سن التمييز لأنه أرفق به ؛ و لأنه أسرع برءاً فينشأ على أكمل الأحوال ؛ و الأمر متروك للطب ، فإذا كان الولد يتحمل فأفضل أن يختن في أسبوعه الأول . 5- الرضاعة الطبيعية : و هي من الحقوق التي أوجبها الله تعالى في كتابه ، فقال : ( وَ الْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ) البقرة 233 . و حدد المولى سبحانه و تعالى مدة الرضاع الشرعية ، لما فيها من حكمة إلهية ينتفع بها الولد . و نجد بعض الأمهات يفطمن أولادهن بعد شهر أو شهرين ، و يلجأن إلى الألبان الصناعية ، مع أنَّ هذه الألبان تسبب الأمراض للأطفال ، مثل : السمنة المفرطة و المغص و الإمساك و أمراض القلب ، فاتقين الله في أبنائكم يا نساء المسلمين .