فصل في حكمه فيما كان يهدى إليه كان أصحابه رضي الله عنهم يهدون إليه الطعام وغيره فيقبل منهم ويكافئهم أضعافها وكانت الملوك تهدي إليه فيقبل هداياهم ويقسمها بين أصحابه ويأخذ منها لنفسه ما فيكون كالصفي الذي له من المغنم ..وفي صحيح البخاري أن النبي أهديت إليه أقبية ديباج مزررة بالذهب فقسمها في ناس أصحابه وعزل منها واحدا لمخرمة بن نوفل فجاء ومعه المسور ابنه فقام على الباب ادعه لي فسمع صوته فتلقاه به فاستقبله وقال يا أبا المسور خبأت هذا لك ..وأهدى له المقوقس مارية أم ولده وسيرين التي وهبها لحسان وبغلة شهباء وحمارا .. وأهدى له النجاشي هدية فقبلها منه وبعث إليه هدية عوضها وأخبر أنه مات قبل أن تصل وأنها ترجع فكان الأمر كما قال ..وأهدى له فروة بن نفاثة الجذامي بغلة بيضاء ركبها يوم حنين ذكره مسلم ..وذكر البخاري أن ملك أيلة أهدى له بغلة بيضاء فكساه رسول الله بردة وكتب له ..وأهدى له أبو سفيان هدية فقبلها ..وذكر أبو عبيد أن عامر بن مالك ملاعب الأسنة أهدى للنبي فرسا فرده وقال إنا لا هدية مشرك وكذلك قال المجاشعي إنا لا نقبل زبد المشركين يعني رفدهم قال أبو عبيد وإنما قبل هدية أبي سفيان لأنها كانت في مدة الهدنة بينه وبين أهل وكذلك المقوقس صاحب الإسكندرية إنما قبل هديته لأنه أكرم حاطب بن أبي بلتعة إليه وأقر بنبوته ولم يؤيسه من إسلامه ولم يقبل هدية مشرك محارب له قط فصل وأما حكم هدايا الأئمة بعده فقال سحنون من أصحاب مالك إذا أهدى أمير الروم هدية الإمام فلا بأس بقبولها وتكون له خاصة وقال الأوزاعي تكون للمسلمين ويكافئه من بيت المال وقال الإمام أحمد رحمه الله وأصحابه ما أهداه الكفار للإمام أو الجيش أو قواده فهو غنيمة حكمها حكم الغنائم