آداب الزيارة للرسول صلى الله عليه وسلم والجلوس في الروضة: زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم قربة مشروعة من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى، ومن أسباب استحقاق شفاعة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم، وهي بعض الوفاء لحقه علينا صلى الله عليه وسلم . والدليل على مشروعية زيارة النبي صلى الله عليه وسلم أمور عدة: 1- مشروعية زيارة القبور عموماً، بدليل فعله صلى الله عليه وسلم. 2- زيارة الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم لقبر النبي صلى الله عليه وسلم. 3- ما رواه أحمد رضي الله عنه بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج يودع معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري "، و (لعل) هنا للرجاء …بالإضافة إلى كثير من الأحاديث والوقائع الدالة عليه. وكيف لا يخفق قلب المؤمن شوقاً وحباً وهياماً إلى مثواه للسلام عليه، وهو في قبره يُخبَرُ بأعمال أمته فما وجد منها خيراً حمد الله عليه وما وجد منها غير ذلك استغفر لهم صلى الله عليه وسلم. يرد السلام على من سلم عليه وتبلغه صلوات المؤمنين عليه ويسر بالمقبلين إليه … كيف لا تتلوع قلوبنا تلهفاً إلى مثواه وقد قال تعالى:{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء : 64]. لقد جعل الله تعالى الدوم إلى حبيبه باباً من أوسع أبواب المغفرة وسبباً لاستحقاق الرحمة.