المتأمل للسيرة يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمّى بالصادق الأمين ، حيث لم يعهد منه كفار مكة كذبة واحدة ، ولقد كان لاتصافه صلى الله عليه وسلم بالصدق أثر كبير في دخول كثير من الناس في دين الله ، ورحم الله الصحابي الجليل عبدالله بن سلام الذي قال عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم لأول وهلة : (( لما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب )) . ولقد كان صلى الله عليه وسلم يحثُّ على الصدق ويأمر به ، ففي الحديث المتفق عليه : ((إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً )) . ومما ينبغي للمعلم الاتصاف به التخلق بخلق الصدق ، حتى يثق به المتعلمون ويكسب احترامهم ، ويرفع من شأنه في عمله ، فإذا فقد المعلم الصدق فقد ثقة الناس بعلمه ، وبما يمليه عليهم من معلومات . فإذا حدّث طلابه صدق في حديثه معهم ، وإذا وعدهم صدق في تنفيذ ما وعد به . فعن عبدالله بن عامر أنه قال : (( دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت : ها تعال أعطيك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وما أردت أن تعطيه ؟ )) قالت : أعطيه تمراً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أما أنك لو لم تعطه شيئاً كتُبت عليك كذبة )) ..]صحيح الجامع ، برقم (1319)[. فمتى ما جرّب المتعلم صدق معلمه ، استطاع المعلم بسهولة أن يفوز بثقة طلابه من غير حاجة إلى تأكيد ذلك لهم .