الجلوس للتشهد في الصلاة الثلاثية أو الرباعية وكيفيته 14- إن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب، أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء قرأ التشهد المذكور آنفًا مع الصلاة على النبيصلي اله عليه وسلم ثم نهض قائمًا معتمدًا على ركبتيه، رافعًا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلا: الله أكبر، ويضعهما- أي يديه- على صدره كما تقدم، ويقرأ الفاتحة فقط وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة عن الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس لثبوت ما يدل على ذلك عن النبيصلي الله عليه و سلم من حديث أبي سعيدرضي الله عنه ثم يتشهد بعد الثالثة من المغرب وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية، ثم يسلمِ عن يمينه وشماله ويستغفر الله ثلاثاَ، ثم يقول: {اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام}([1]) قبل أن ينصرف إلى الناس إن كان إمامًا، ثم يقول: {لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا اللّه ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا اللّه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون}([2])، ويسبح الله ثلاثا وثلاثين ويحمده مثل ذلك، ويكبره مثل ذلك ويقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ويقرأ آية الكرسي، وقل هو اللّه أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس بعد كل صلاة، ويستحب تكرار هذه السور الثلاث ثلاث مرات بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب، لورود الأحاديث بها عن النبيصلي الله عليه و سلم وكل هذه الأذكار سنة وليست بفريضة. ويشرع لكل مسلم ومسلمة أن يصلي قبل صلاة الظهر أربع ركعات وبعدها ركعتين وبعد صلاة المغرب ركعتين وبعد صلاة العشاء ركعتين وقبل صلاة الفجر ركعتين، الجميع اثنتا عشرة ركعة، وهذه الركعات تسمى الرواتب لأن النبي كان يحافظ عليها في الحضر.. أما في السفر فكان يتركها إلا سنة الفجر والوتر فإنه كان عليه الصلاة والسلام يحافظ عليها حضرًا وسفرًا، والأفضل أن تصلى هذه الرواتب والوتر في البيت فإن صلاها في المسجد فلا بأس، لقول النبيصلي الله عليه و سلم {أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة}([3]) والمحافظة على هذه الركعات من أسباب دخول الجنة لقول النبيصلي الله عليه وسلم {من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعًا بنى اللّه له بيتًا في الجنة}([4]) رواه مسلم في صحيحه، وإن صلى أربعًا قبل العصر واثنتين قبل صلاة المغرب واثنتين قبل صلاة العشاء فحسن؛ لأنه صح عن النبيصلي الله عليه وسلم ما يدل على ذلك، والله ولي التوفيق، وصلى اللّه وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين،، ([1]) مسلم المساجد ومواضع الصلاة (591)، الترمذي الصلاة (300)، أبو داود الصلاة (1512)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (928)، أحمد (5/280)، الدارمي الصلاة (1348). ([2]) البخاري الأذان (808)، مسلم المساجد ومواضع الصلاة (593)، النسائي السهو (1341)، أبو داود الصلاة (1505)، أحمد (4/250)، الدارمي الصلاة (1349). ([3]) البخاري الأدب (5762)، مسلم صلاة المسافرين وقصرها (781)، الترمذي الصلاة (450)، النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1599)، أبو داود الصلاة (1447)، أحمد (5/186)، مالك النداء للصلاة (293)، الدارمي الصلاة (1366). ([4]) مسلم صلاة المسافرين وقصرها (728)، الترمذي الصلاة (415)، النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1801)، أبو داود الصلاة (1250)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1141)، أحمد (6/327).