غزوة بحران وكانت هذه الغزوة في شهر جمادى الأولى من السنة الثالثة للهجرة، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة من المسلمين حتى بلغ بحران بين مكة والمدينة، يريد قتال بني سليم فوجدهم قد تفرقوا، فانصرف عنهم، ولم ينشب قتال بينهم، ثم عاد إلى المدينة بعد أن أمضى خارجها عشر ليالٍ . ونلحظ في هذه الغزوات قدرة القيادة الإسلامية على رصد تحركات العدو، ومعرفة قوته، وخططه، لكي تحطم وتشتت هذه التجمعات التي تشكل خطراً جسيماً على الفئة المؤمنة، وعلى المدينة. وكانت تلك الغزوات بمثابة الدورات التدريبية والتربوية للصحابة الكرام، حيث كانت بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلالها يتربى فيها الجنود على السمع والطاعة، ويتمكنون من تعلم فنون القتال، ويكتسبون خبرات جديدة تعينهم على الوقوف أمام أعداء الله.