أطفالنا الأعزاء، سوف نناقش في هذا الكتاب موضوعات مهمة يجب عليكم أن تفكروا فيها بعمق. عندما تدخلون المدرسة يبدأ مدرسوكم بتعليمكم الحروف الأبجدية، ثم بعدها تتعلمون الأرقام ودروس الرياضيات. ولكن هل فكرتم يوماً ما لِماذا تذهبون إلى المدرسة وتتعلمون كل هذه الأشياء؟ أغلبكم سوف يجيب على هذا السؤال بأنَّ هذا ضروريٌّ للاشتغال بمهنة محترمة حين نكبر. وهذا يعني أنكم متأكدون تقريباً أنكم سوف تكبرون يوماً ما. وفي الواقع قد يأتي اليوم الذي يبدأ فيه الأطفال حولكم في مناداتكم بألقاب مثلَ: عمتي، خالتي، عمي أو جدي، كما تُنادُون أنتم عمَّاتكم وخالاتكم وجدودكم حالياً، أي أنكم سوف تكبرون يوماً، إن قدَّر الله لكم ذلك.ورغم هذا فإنكم لن تستمرُّوا في التقدم في السن إلى الأبد، فكل إنسان يكبر في السن تدريجيًّا، ولكنَّه حين يأتي الأجل فإنَّه يترك هذا العالم ويبدأ حياةً جديدة في الآخرة. وكما يَصْدُق هذا على الآخرين فإنَّه يصدُق عليك أنت أيضاً. وبعد أن تنقضي أيام الطفولة فإنه يمكنك أن تنمو فتصبح رجلاً شاباً أو امرأة شابة، ثم بعد ذلك قد تبلغ سنَّ جدودك. ويأتي بعد ذلك الوقت الذي تبدأ فيه الحياة في العالم الآخر. وتذهب أنت إلى المدرسة لتُعد نفسك للمستقبل، حيث يجب أن يهتم كل إنسان بإعداد نفسه للمستقبل. ولكنَّ كل المجهودات المبذولة للإعداد للمستقبل محدودة الفائدة بهذا العالم فقط، فماذا عن الأشياء التي تحتاجها لحياتك الأخرى؟ يجب عليك أن تُعِدَّ نفسك للحياة الأخرى أيضاً، فهل فكرت في ذلك؟ وعندما تكبر سوف تحتاج لكسب سُبُل العيش، وهذا يعني أنه يجب عليك أن تكون لك مهنة. ولهذا فإنَّك تذهب إلى المدرسة. وبنفس المنطق، إن شئتَ أن تحيا حياة سعيدة في الآخرة، فإنه يجب عليك أداء بعض الأشياء. وأوَّل هذه الأشياء أن تبدأ فوراً في معرفة الله سبحانه، وما الذي يريده منا. وسوف نتحدث في هذا الكتاب عن قدرة الله وقُوَّته، الله تعالى الذي خلق أمك وأباك وأصدقاءَك وكلَّ الناس الآخرين، وخلق الحيواناتِ والنباتات وجميعَ الكائنات الحية، وخلق الأرض والشمس والقمر والكون بأكمله. وسوف نتحدث عن قدرة الله وعِلمه اللاَّنهائيِّ، وما الذي يرغب مِنَّا فِعْلَه، وما الذي يرغب منا الاِنتهاءَ عنه. ولا تنسَ؛ فهذه مسائلُ غايةٌ في الأهمِّية، سوف تستفيد منها فائدةً عظيمة.