سِيدِيّو(1223 ـ 1292 هـ = 1808 ـ 1875 م) لوي (لويس) بيير أوجين أميلي سيديو louis pierre, eugène, amèlie sèdillot مستشرق فرنسي. مولده ووفاته بباريس. كان أبوه (جان جاك إمانويل سيديو, المتوفي سنة 1832) فلكياً من المستشرقين أيضاً. أخذ عنه صاحب الترجمة بعض اللغات الشرقية. وتخرّج بكلية هنري الرابع, وعين مدرساً للتاريخ في كلية «بوربون» سنة 1823 واشتغل بعلم الفلك, وعلت شهرته. وهو صاحب كتاب «مؤhistire des arabes » ألّفه بالفرنسية, وأشرف علي مبارك باشا علىَ ترجمته إلىَ العربية مهذباً, وسماه «خلاصة تاريخ العرب العام ـ ط» ومن آثار «سيديو» العربية, نشره كتاب « جامع المبادىء والغايات في الاَلات الفلكية» لأبي الحسن علي المراكشي, مع ترجمة فرنسية. عدم انسانية القصاص الاسلامي وينتقد سيديو القصاص الاسلامي ويمجد التسامح المسيحي فيقول " بيد انك لا تجد في القرآن – ما في الانجيل – من التسليم الذي يفيد كثيرا عند الشدائد ، فتري محمدا (صلى الله عليه وسلم )يأذن – بين كثير من المتناقضات – في مقابلة السيئة بالسيئة " الرد الهدف من العقوبات فى الإسلام سلامة المجتمع فالحدود وضعت لأمن الناس وإسعادهم ، وبدونها يصبح المجتمع كالغابة تراق فيه الدماء وتنتهك الحرمات . وهناك جماعة يهاجمون الحدود كما رسمها الإسلام ونقول لهؤلاء إنهم مخطئون ، فالسارق خرج ليسلب أموال الناس ، ومعه سلاح يستعمله ليحقق مطلبه الأثيم ، فهو لا يستحق رثاء ولا عطفا . والقاتل أراق الدماء ، ومن الممكن أن يكرر هذا العمل الشرير ، والزانى ينتهك الأعراض ولا يتورع عن القتل إذا انكشف أمره ، وعلى هذا فكل هؤلاء لا يستحقون عطفا ولا دفاعا ، فليس من العدل أن نحنو على المجرمين ، والله سبحانه أنزل الأحكام لصالح المجتمع " من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون " . ومن فوائد الحدود التى شهدها التاريخ ما كان يحدث فى الحجاز قبل قيام الحكم السعودى ، فقد كان الحجاج يتعرضون للعدوان والقتل والسرقة ، فلما قام الحكم السعودى وهدد بالحدود الإسلامية أصبح السلام يسود المملكة تماما . ومع هذا فالاتجاهات الإسلامية ترمى إلى التقليل من تطبيق هذه الحدود بقدر الإمكان ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان قدوة فى هذا الشأن فقد جاءه رجل يعترف بالزنا فقال له الرسول : لعلك قبلت ، لعلك لامست ، وجاء رجل اسمه هزال يشكو رجلا بالزنا ، فقال له الرسول : لو سترت عليه لكان خيراً لك والرسول هو القائل : أدرءوا الحدود بالشبهات ( ابن ماجه ـ باب الحدود ) ، وهو القائل : إن يخطئ الإمام فى العفو خير من أن يخطئ فى العقوبة ( الترمذى ـ باب الحدود ) وقد أوقف عمر حد السرقة فى عام المجاعة ، وكان ابن تيمية يقول : إن للقاضى أن يوقف العمل بالحدود إذا تاب العاصى ، وأحس القاضى أن توبته نصوح ، وقد أدرك الأمير تشارلز هذه الحقيقة فكتب يقول : ان الحدود المتطرفُة نادراً ما تُمارس والذى يقيم الحدود هو الحاكم ، وليس للأفراد أن يتولوا هذا العمل من تلقاء أنفسهم ."