رحمته بالشباب وربما خصت رحمته فـئة معينة من أصحابه . فهو رحيم بالشباب . فهم في مرحلة تزداد طاقتهم وحيويتهم ، فيقدّر صلى الله عليه وسلم ذلك ، ويصرفها في وجهتها فيقول : ( يا معشر الشباب من استطاعة منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )1 . وهذا الإرشاد مـنّة غاية في الرحمة بهم حتى يجنبهم الوقوع في الزلل ... وهو يحس بمشاعرهم و أحاسيسهم فهذا مالك بن الحويرث قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي فأقمنا عنده عشرين ليلة ، وكان رحيماً رفيقاً فلما رأى شوقنا إلى أهالينا . قال ارجعوا وكونوا فيهم وعلموهم وصلّوا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ، وليؤمكم أكبركم )2 . 1 – بخاري 1905 2 – بخاري 628