رحمته بالكفار و إن كان الكافر لا يؤمن بالله واليوم الآخر إلا أنه ما زال من البشر ينظر إليه النظرة الإسلامية التي يستحق معها رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وخصوصاً إن رجي منهم الخير والإسلام . فهذه الرحمة المهداة يفعل به أهل مكة و أهل الطائف ما فعلوا ثم يأتيه جبريل فيقول هذا ملك الجبال إن شئت أن يطبق عليهم الأخشبين قال : ( بل أرجو أن يخر ج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا شريك له )1 ورحمته صلى الله عليه وسلم لازمته ( في أعصب الساعات عندما حاول المشركون في أحد اغتياله وألجئوه إلى حفرة لـيُكَب فيها ، ونظر إلى زهرة أصحابه فوجدهم مضرجين بدمائهم على الثرى ، ونظر إليه بقية أصحابه فإذا خده قد شُق وسنه قد سقطت .. في هذه الأزمة قيل له : ادع على المشركين ، فغلبه رفقه وجعلت نفسه العالية تستميح لأعدائه العذر ، فكان دعاؤه : ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون )2 فهو يرجوا إيمانهم وإسلامهم ، لذلك لا يستجيب إلى طلباتهم الصبيانية التي تؤدي بهم للهلاك وحسب فعندما طلبت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدع ربه ليجعل الصفا ذهباً ويؤمنوا به ، قال وتفعلون قالوا نعم قال فدعا فأتاه جبريل فقال إن ربك عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول : إن شئت أصبح لهم الصفا ذهباً فمن كفر بعد ذلك عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة ، قال : بل باب التوبة والرحمة )3 وكان ينهى عن قتل كل من لا يواجه المسلمين بسيف من الكفار من الشيوخ والصبيان و النساء وقد أنكر قتل امرأة في إحدى مغازيه .4 1 – البخاري 3231 2 – خلق المسلم 210 والدعاء صحح انظر مجمع الزوائد 6 / 117 وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . 3 – رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح المجمع 7 / 53 4 – البخاري 314 ومسلم 1744