الصديق ,العتيق : أبو بكرالصديق - رضي الله عنه - توفي عام 13 هجري. الإسلام في أول أيامه في مكة المكرمة ,والداخلين فيه قليل كان أبو بكر الصديق أول من دخل في الإسلامفيأتيه المستغيث يوما ليدرك نبينا عليه السلام ,فيخرج من بيته مسرعا ويدخل المسجد وهو يقول:"أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جائكم بالبينات من ربكم"سورةغافر آية:28.فلهى القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلوا على أبو بكر ضربا فرجع لداره ,فجعل لايمس شيئا من غدائره إلا جاءمعه ,وهو يقول:تباركت ياذا الجلال والإكرام. "أنفق صحابينا الكريم معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ,فنزل فيه قوله تعالى :" وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَالِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِالْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)"سورة الليل ,من آية:17,21.أسلم على يديه عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم عبدالرحمن بن عوف ,الزبير بن العوام وكلاهما من المبشرين بالجنة من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم ,حدث قتال في بني عمرو بن عوف في المدينة ,فأتاهم الرسول عليه السلام بعد الظهر ليصلح بينهم ,وقال :"يابلال إن حضرت الصلاة ولم آت فمر أبو بكر فليصل بالناس "فلما أن حضرت الصلاة أقام بلال العصر ,ثم أمرأبو بكر فتقدم بهم وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما دخل أبو بكر في الصلاة ,فلما رأوه صفّقوا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشق الناس حتى قام خلف الصديق,وكان الصديق إذا دخل في الصلاة لم يلتفت ,فلما رأى التصفيق لايمسك عنه التفت فرأى النبي صلى الله عليه وسلم خلفه ,فأومأ إليه رسول الله بيده أن امضِهْ,فقام الصديق على هيته فحمد الله على ذلك ,ثم مشى القهقري .فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بالناس ,فلما قضى رسول الله الصلاة ,قال :"يا أبابكر.مامنعك إذ أومأت إليك أن لاتكون مضيت؟"فقال صحابيناالكريم" :لم يكن لأبن أبي قحافةأن يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم ".فقام الرسول صلى الله عليه وسلم للناس وقال:إذا نابكم شئ في صلاتكم فليسبح الرجال ,ولتصفق النساء" قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه أبا هريرة رضي الله عنه :"مانفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر"فبكى الصديق وقال:"هل أنا ومالي إلا لك يارسول الله"==*صفة الصفوة.