1. المقالات
  2. الدعاء و العلاج بالرقى_ سعيد بن علي بن وهف
  3. عِلاَجُ الْقرْحَةِ وَالْجُرْحِ و عِلاَجُ الْمُصِيبَةِ

عِلاَجُ الْقرْحَةِ وَالْجُرْحِ و عِلاَجُ الْمُصِيبَةِ

عِلاَجُ الْقرْحَةِ وَالْجُرْحِ

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكى الإنْسَانُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قرْحَةٌ، أَوْ جُرْحٌ، قَالَ بِأُصْبُعِهِ هكَذا، وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَها وقال: ((بِسمِ اللهِ، تُرْبَةُ أرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا))([1]).

وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّهُ يَأْخُذُ مِنْ رِيقَةِ نَفْسِهِ عَلَى أَصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَى التُّرَابِ فَيَعْلَقُ بِهَا مِنْهُ شَيْءٌ، فَيَمْسَحُ بِهِ عَلَى الْمَوْضِعِ الْجَرِيحِ، أَوِ الْعَلِيلِ، وَيَقُولُ هَذَا الْكَلاَمَ فِي حَالِ الْمَسْحِ([2]).

 عِلاَجُ الْمُصِيبَةِ

1- ]مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ[([3]).

2- ]مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[([4]).

3- ((مَا مِنْ عَبْدٍ تُصيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: إنّا للهِ وَإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتي، وَأخْلِفْ لِي خَيراً مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَهُ اللهُ تَعَالَى في مُصِيبَتِهِ، وَأخْلَفَ لَهُ خَيْراً مِنْهَا))([5]).

4- ((إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلاَئِكَتِهِ: قَبَضْتُم وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ([6])، فَيَقُولُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتَاً فِي الْجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ»([7]).

5- ((يَقُولُ اللهُ تَعَالَى : مَا لعَبدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إلاَّ الجَنَّةَ» ([8]).

6- وَقَالَ النَّبِيُّ r لِرَجُلٍ مَاتَ ابْنُهُ: « أَلَا تُحِبُّ أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ يَنْتَظِرُكَ»([9]).

7- ((يَقُولُ اللَّهُ u: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ [وَاحْتَسَبَ] عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ)) يُرِيدُ عَيْنَيْهِ»([10]).

8- ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى: مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا»([11]).

9- «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ»([12]).

10- «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ([13])، وَلاَ نَصَبٍ([14])، وَلاَ سَقَمٍ، وَلاَ حَزَنٍ، حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ([15])، إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ»([16]).

11- «إنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ, وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ, فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا, وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ»([17]).([18]).

12- « ...فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ([19]) حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»([20]).

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) البخاري مع الفتح، 10/ 206، برقم 5745، ومسلم، 4/ 1724، برقم 2194.

([2]) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 184، وفتح الباري لابن حجر، 10/ 208، وانظر شرحاً وافياً للحديث في زاد المعاد، 4/ 186-187.

([3]) سورة الحديد، الآيتان: 22-23.

([4]) سورة التغابن، الآية: 11.

([5]) مسلم، 2/ 633، برقم 918.

([6]) أي قال: الحمد لله، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

([7]) الترمذي، برقم 1021، وحسنه الألباني في: صحيح الترمذي 1 / 298 .

([8]) البخاري مع الفتح، 11/ 242، برقم 6424.

([9]) أحمد، برقم 15595، والنسائي، 4/ 23، في الجنائز، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة، برقم 1870، وسنده صحيح على شرط الصحيح، وصححه ابن حبان، 8/ 209، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 2007، وانظر: فتح الباري، 11/ 243.

([10]) البخاري مع الفتح، 10 / 116، برقم 5653، وما بين المعقوفين من سنن الترمذي، برقم 2400، انظر: صحيح الترمذي، 2 / 286.

([11]) البخاري مع الفتح، 10/ 120، برقم 5648،  ومسلم، 4 / 1991، برقم 2571.

([12]) مسلم، 4/ 1991، برقم 2572.

([13]) الوصب : الوجع اللازم ومنه قوله تعالى : ( وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ) أي لازم ثابت . انظر شرح النووي، 16 / 130 .

([14]) النصب : التعب .

([15]) قيل بفتح الياء وضم الهاء « يَهُمُّه » وقيل « يُهَمه » بضم الياء وفتح الهاء ، أي : يغمه وكلاهما صحيح ، انظر شرح النووي على صحيح مسلم، 16 / 130 .

([16]) مسلم، 4/ 1993، برقم 2573.

([17]) الترمذي، برقم 2396، وابن ماجه، برقم 4031، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي،
2 / 286 .

([18]) السُّخْط والسَّخَط: خلاف الرضا. وقد سَخِطَ، أي غضب، فهو ساخِطٌ. وأَسْخَطَهُ، أي أغضبه. ويقال: تَسَخَّطَ عطاءه، أي استقلَّه ولم يقع منه مَوقِعاً. وسَخِط سَخَطًا من باب تعب و(السُّخْطُ) بالضم اسم منه، ...وسَخِطْتُهُ وسخطت عليه وأَسْخَطْتُهُ فَسَخِطَ مثل أغضبته فغضب وزنا ومعنى. انظر: الصحاح، مادة سخط، والمصباح المنير ، مادة سخط.

([19])  أي: المرء المسلم.

([20]) الترمذي، برقم 2698، وابن ماجه، برقم 4023، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي، 2 / 286 .

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day