1. المقالات
  2. الحق الرابع: أن لا يُعبد الله تعالى إلا بما شرع ، وليس بالأهواء والبدع الجزء الرابع

الحق الرابع: أن لا يُعبد الله تعالى إلا بما شرع ، وليس بالأهواء والبدع الجزء الرابع

الكاتب : ماجد بن سليمان الرسى
تحت قسم :
317 2020/07/23 2024/04/25

ملحق - نبذة يسيرة عن منهج أشهر الطوائف المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة

مقدمة
تقدمت الإشارة في الفصل السابق إلى أن الطوائف المنحرفة عن جادة النبي وصحابته كثيرة ، وأنهم اثنتين وسبعين بنص حديث النبي ﷺ ، غير أن رؤوس أهل البدع أربعة ؛ الشيعة [1]والخوارج والجهمية والمرجئة.
فصل في بدع الشِّـــيعة
في باب توقير الصحابة ؛ تفرَّد الشيعة ببدعة كبرى ، ومحدثة في الدين عظمى ، ألا وهي الطعن في صحابة رسول الله ﷺ ، وكان الذي بذر أول بذور هذه البدعة رجل يهودي من أهل اليمن اسمه عبد الله بن سبأ ، وكان هدفه إفساد دين المسلمين ، مقتفيا في هذا أثر «بولس» الذي أفسد دين النصارى ، فلكل قوم وارث ، فزعم ابن سبأ أولا محبة آل البيت ، ليدخل في قلوب الناس ، ثم غلا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وادَّعى له «الوصية» ، ومفادها أن النبي ﷺ وصى له بالخلافة بعد وفاته ، ثم ادعى له الألوهية ، وأنه هو الله ، وأنه مستحق لأن يعبد ، كما أظهر الطعن لأبي بكر وعمر وعثمان ، فلما علم به علي بن أبي طالب نفاه إلى المدائن ليسلم الناس من شره ، ولكن مقالة ابن سبأ تلقفها من تلقفها من العامة والدهماء ، فعلم بهم علي ، فخدَّ لهم عليٌّ أخدودا وأضرمهم بالنار ثم قذفهم فيه ، وسُـمُّوا بالسَّبئية بعد ذلك.
ثم لما حصل الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ؛ كان لكل منهما أتباع ، فاستغل بعض المدسـوسين الحرب السـياسية القـائمة لتصعيد الأمر لشـق عـصا المسـلمين ، وإدخـال عـقائد فاسـدة ، فأحيا بعضهم مقالة ابن سبأ المتقدمة ، فبعثوا الغلو في علي مرة أخرى ، ثم مضى الزمان فغلو في ذريته من فاطـمة بنت النبي ﷺ ، فادعوا أن من ذريته أحد عشر إماما معصوما ، لا تصح ولاية المسلمين إلا لأحد منهم ، ثم أخذ دين الشيعة في التطور ، فلما لم يجدوا في كتاب الله ما يسند عقيدتهم ؛ أولوا القرآن تأويلا تعسفيا لا تطيقه اللغة العربية ، فصار دينا مستقلا  جديدا ، مخالفا

تماما للدين الإسلامي الذي جاء به محمد ﷺ ، فصار علي رضي الله عنه هو معبود الشيعة إذا أصابهم الضـر كما سيأتي بيانه ، عياذا بالله من دين الجاهلية ، ومن ذهب إلى قبره بالكوفة رأى من تقرب الشيعة له بأنواع العبادات العجب العجاب ، من الدعاء والذبح وغيره ، ونسبوا إلى الأئمة صفة علم ما يعلمه الله ، تعالى الله عن ذلك.
موقف الشيعة من كتاب الله العزيز ، القرآن
والشيعة يقولون إن القرآن الذي بأيدي المسلمين ليس الذي أنزل على محمد ﷺ ، بل قد زيد فيه ونُقص منه وحُرف فيه ، ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه «فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب» ، ويزعمون أن القرآن الصحيح الكامل هو الذي جمعه علي ، ثم تناقله الأئمة من علي إلى الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري ، الذي يزعمون أنه هو المهدي المنتظر ، وأنه في سرداب سامراء ، وأنه سيخرج في آخر الزمان.
ولا شك أن عليا لم يجمع قرآنا قط ، بل الذي جمعه عثمان ، وقولهم هذا طعن صريح في القرآن الكريم الذي تعهد الله بحفظه

في قوله

[ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] ،

وقوله تعالى

[اليوم أكملت لكم دينكم].


ومن عجائب مقالاتهم أنهم يقولون إن القرآن المزعوم يعادل ثلاثة أضعاف القرآن الذي بأيدي المسلمين الآن ، وأنه ليس فيه من هذا القرآن الذي بأيدي المسلمين حرف واحد!
وعلى هذا فالشيعة يعتبرون أن القرآن الذي بأيدي الناس ليس على تمامه ، وهذا يستلزم تضليل الناس على مدى أربعة عشر قرنا ، ولا شك أن هذا من سوء الظن بالله العظيم ، فكيف يليق بالله أن يترك الناس في ضلال وعمى طيلة هذه القرون المتطاولة ، وكيف تقوم الحجة على الناس إذن والقرآن في جوف الأرض مع الإمام الثاني عشر ، وهل هذا إلا من مناقضة الشيعة للركن الثالث من أركان الإيمان ، وهو الإيمان بالكتب.
ومِن مقالاتهم حصْر علم القرآن ومعرفة تفسيره بالأئمة المزعومين ، وأنه مخزون عندهم ، وبه يعلمون كل شيء ، واعتمدوا في ذلك على جملة كثيرة من الأخبار المفتراة ، ولا شك أن هذا من الكذب 

الفاحش ، فإن النبي ﷺ بين للناس معاني القرآن ،

قال الله تعالى

[وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم]

، ثم تناقل تفسيره الصحابة والتابعون ، وجمعت أقوالهم في التفسير في دواوين التفسير والحديث ، ولا تجد كتابا في الحديث إلا وفيه قسم في التفسير ، كما أن هناك عدة كتب في التفسير جمعت أقوال الصحابة والتابعين في التفسير ، وعلى رأسها تفسير ابن جرير الطبري ، ثم تفسير ابن أبي حاتم وابن المنذر وغيرهما.
كذلك ؛ فقد خاطب النبي ﷺ الصحابة ، ورغبهم في تبليغ الحق للناس ، ولم يخص أحدا منهم بذلك ، فقال كما في حديث زيد بن ثابت: نضر الله وجه امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ، فإنه رب حامل فقه ليس بقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه[2].
بل قد نفى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه المقالة نفيا قاطعا ، أي مقالة اختصاصه بعلم خاص في القرآن ، فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة [3]؛ ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يُعطى رجل في كتابه وما في الصحيفة.
فقال أبو جُحيفة: وما في الصحيفة؟
قال: العَقل وفكاك الأسير وأن لا يُقتل مسلم بكافر[4].
فتبين بهذه الكلمات من علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن مقالة اختصاصه بعلم سري للقرآن مقالة منكرة ، وليست إلا دعوة صريحة للصد عن تدبر القرآن وفهم معانيه ، الذي هو صد عن دين الله وشريعته في الحقيقة.
ثم تطور الأمر بعد هذا ، فلما لم تلق المقالة المتقدمة قبولا عند بعض الشيعة ؛ لجئوا إلى مقالة أخرى أشنـع من الأولى ، وهي قولهم إن القرآن له معنى ظاهر ومعنى باطن يخالف الظاهر تماما ، وأن المعنى الظاهر هو ما يتبادر إلى ذهن القارئ ، وأن المعنى الباطن قد اختص بعلمه الأئمة ، وأن ما حرم الله في القرآن هو الظاهر وباطنه أئمة الجور ، وهم الخلفاء الثلاثة ومن لم يؤمن بأحد من الأئمة الاثني 

عشر ، وأن ما أحل الله في القرآن هو الظاهر ، وباطنه أئمة الحق [5]، وهم الأئمة الاثني عشر ، وهكذا تعسفوا وتجرؤوا على كتاب الله ليطوعوه بما يوافق مذهبهم ، حيث أن القوم قد ضاقت صدورهم لما لم يكن هناك ذكر لأئمتهم المزعومين في القرآن ، فأتوا بهذه المقالة ، ونسبوها إلى بعض أئمتهم ليقنعوا أتباعهم المقلِّدين ، وهي أصل من أصول اعتقاد الشيعة ، مذكورة في مقدمات تفاسيرهم ، كتفسير القمي وتفسير العياشي وتفسير الصافي ، وفي الأخير قوله: (إن للقرآن ظهرا وبطنا ، وببطنه بطن إلى سبعة أبطن)[6] ، ثم زاد مشايخ الشيعة في الكذب والجرأة على كتاب الله ، فقالوا إن لكل سبعون بطنا ، قاله أبو الحسن الشريف في كتابه «مرآة الأنوار» ، ص 3 .
وليمسك القارئ الكريم بأعصابه ويحمد الله على نعمة العقل وهو يقرأ هذه المقالة المذكورة في كتاب «مرآة الأنوار» ص 3 ، التي تقول إن كل آيات الفضل والإنعام والمدح والإكرام نزلت في السادة الأطهار (أي آل البيت) وفي أولياءهم ، وأن جل فقرات التوبيخ والتشنيع والتهديد بل جملتها نزلت في مخالفيهم وأعدائهم ، أي الصحابة وأتباعهم.
ولو تأملنا تلك البطون المزعومة لوجدنا أنها تهدف إلى أمـرين لا ثالث لهما البتة: إثبات إمامة الاثني عشر ، والطعن في مخالفيهم.
ليس هذا فحسب ؛ بل يزعمون أن القرآن ظاهره تقرير التوحيد والنبوة والرسالة ، بينما باطنه تقرير الإمامة (أي إمامة الاثني عشر) والولاية (أي ولاية النبي ﷺ والأئمة الاثني عشر).
وهذا الكلام ظاهر البطلان ، فلماذا لم يقرر الله إمامة الاثني عشر وولاية علي بوضوح ، ولماذا لا يخاطب الله الناس بوضوح؟!
إنه من المعلوم أن الكلام الباطني تتعارض فيه التأويلات ، لأن التأويل لا ضابط له ، ويمكن تنزيله على وجوه شتى ، بخلاف الكلام الواضح المباشر ؛ فإن اللغة العربية هي الضابط له ، ولو كان كما 

يزعمون لما عُدَّ القرآن فصيحا ، ولما عُد مبينا ، لأن الفصيح المبين هو الذي يُفصح عما فيه ، بينما الذي يضمر سبعين بطنا فأنَّى له الفصاحة[7].
وإنك لو أتيت بقواميس اللغة العربية كلها لوجدت أن تفسير القرآن في وادٍ وتفسير الشيعة في وادٍ آخر ، وهذه أمثلة على تفسيرهم لبعض الآيات:
أوَّل الشيعـة توحيد العبادة الذي هو أهم المهمات بالولاية لعلي والبراءة ممن هم ضده ، فقالوا إن الله ما بعث نبيا قط إلا بولايتنا والبراءة من عدونا ، وذلك تأويل قوله تعالى – كما يزعمون -

)ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت(

، ويروُون في هذا خبرا عن أبي جعفر[8].
وقالت الشيعة إن عمدة بعثة الرسل لأجل الولاية[9].
وكتب الشيعة تؤول الإلـٰه بالإمام ،

فقوله تعالى

)لا تتخذوا إلـٰهين اثنين(

؛ يؤولونه بلا تتخذوا إمامين اثنين إنما هو إمام واحد.
والشيعة فسروا الرب بعلي بن أبي طالب في قوله تعالى )وكان الكافر على ربه ظهيرا( ، ففسروا الكافر بعمر ، والرب بعلي.
وفسروا أسماء الله الحسنى بالأئمة[10].
وهذا التأويل الفاسد للرب ولله وللإلـٰه وللأسماء الحسنى والصفات العلى هي من آثار دعوة عبد الله بن سبأ وأتباعه الذين قالوا أن عليا هو الله ، تعالى الله عما يصفون.
والشيعة فسروا القرآن بعلي ، فقالوا في تفسير

قوله تعالى

[ذلك الكتاب لا ريب فيه]

: الكتاب: علي ولا شك فيه[11].

ثم قفز الغلو بالأئمة إلى مراحل متقدمة جدا ، فوصفوهم ببعض أوصاف الرب جل جلاله ، تعالى وتقدس عن مشابهة المخلوقين ، فعقد المجلسي في كتابه باب بعنوان: (باب أنهم جنب الله وروحه

ويد الله) ، وأمثال ذلك ، وذكر فيهم ست وثلاثين رواية مكذوبة على الأئمة[12].
بل جعلهم المجلسي هم القبلة والكعبة ، وعقد لهذا بابا بعنوان: (باب أنهم رضي الله عنهم حزب الله وبقيته وكعبته وقبلته) ، وجاء في هذا بسبع روايات[13].
ويؤولون المساجد بالأئمة

كما في قوله

[وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد]

[14].


وقال صاحب كتاب «اللوامع القرآنية في أسماء علي وآل بيته القرآنية» ، هاشم البحراني ، إن اسم علي ورد في القرآن 1154 مرة ، محطما بذلك كل مقاييس اللغة العربية ، ومتجاوزا أصول العقل والمنطق ، ومن ذلك تفسيره لكلمة «الإمام» الواردة في قوله تعالى )وكل شيء أحصيناه في إمام مبين( بأنه علي![15]
وقال صاحب «بحار الأنوار» أنهم – أي الأئمة الاثني عشرية – هم الصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر الطاعات ، وأن أعداؤهم – وهم أهل السنة الذين لا يعتقدون إمامتهم [16] - هم الفواحش والمعاصي[17].
وتارة يؤول الملائكة بهم ، وتارة بالكتب السماوية ، والأنوار الإلـٰهية ، بل فسر الجمادات بهم ، فقال إنهم الماء المعين المذكور في آخر سورة تبارك ، والبئر المعطلة والقصر المشيد المذكوران في سورة الحج ، 

لأنهما معطلان عن الحكم ، وأما الفواكه والسحاب والمطر والظل المذكورة في القرآن فأولها بعلم الأئمة وبركتهم ومنافعهم ، وأورد في هذا إحدى وعشرين رواية[18].
وتارة أول البحر واللؤلؤ والمرجان بأنهم الأئمة ، وذكر في هذا سبع روايات[19].
وتارة قالوا بأن البحرين الواردة في

قوله

[مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان]

هما علي وفاطمة ، وأن اللؤلؤ والمرجان هما الحسن والحسين[20].
وتارة أولوا النحل بهم ، وذكر سبع روايات[21].
والشيعة أوَّلوا البعوضة الوارد ذكرها في سورة البقرة بعلي رضي الله عنه[22].
بل لفظ الذباب الوارد في سورة الحج أوَّلوه بعلي[23].
فما السر في إطلاق علماء الشيعة لأسماء أحط الحشرات على علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟! الله أعلم.
وتارة أول المجلسي الشهـور والأيام بالأئمة ، أي قوله )إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا( أي إماما ، وذكر أربعة روايات[24].
وقبور الأئمة فلها من تأويلاتهم نصيب ، فهم يؤولون البقعة المباركة الواردة

في قوله تعالى في قصة موسى

[فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة]

بأنها كربلاء ، وهذا كذب مكشوف ، لأن البقعة المباركة في طور سيناء بصحراء مصر ، بدليل الآية التي قبلها )آنس من جانب الطور نارا([25]. 

وكربلاء معظمة عند الشيعة ، لأن فيها قبر الحسين بن علي رضي الله عنه.
قال د. ناصر بن عبد الله القفاري حفظه الله: ولعل هذه الروايات هي السبب في شيوع عبادة الأئمة وأضرحتهم ، وعمارة المشاهد وتعطيل المساجد ، لأن المشاهد هي المساجد عندهم ، والإمام هو كعبة الله وقبلته ، ولهذا صنفوا كتبا وسموها «مناسك الـمشاهد» أو «مناسك الزيارات» ، أو «المزار» ، واعتنوا ببيان فضائلها وآدابها ، وأخذت هذه المسائل في كتبهم قسما كبيرا[26].
والشيعة ، بكل تعسف وتحكم في النصوص ، يخصون أنفسهم بالرحمة ، ففي كتاب «أصول الكافي» [27]أن الشيعة هي الشيء الوارد

في قوله تعالى

{ورحمتي وسعت كل شيء}.


وهذه النقولات المشار إليها قليل من كثير ، وغيض من فيض ، وقد جاء أكثرها في أكبر موسوعة حديثية عند الشيعة وهو كتاب «بحار الأنوار» ، والذي يصفه علماء الشيعة بأنه لم يُصنف مثله ، وأن مؤلفه هو شيخ الإسلام والمسلمين ، وملاذ المحدثين ، ومعاذ المجتهدين ، إلى غير الألقاب المخلوعة عليه!
وأحوال اليوم الآخر يفسرونها في الغالب بالرجعة ، أي رجعة الأئمة[28].
وربما فسروها بولاية علي[29] ، فانظر إلى التناقض ، ويروُون في هذا خبرا عنه في تفسير

قوله تعالى

[بل كذبوا بالساعة]

، يعني كذبوا بولاية علي.
ومن تناقُض الشيعة أيضا تفسير الحياة الدنيا بالرجعة [30]، وربما بولاية أبي بكر وعمر[31].
فانظر إلى الشيء واحد كم هو مختلف عندهم ،

وصدق الله ،

[إنكم لفي قول مختلف * يؤفك عنه من أفك * قتل الخراصون].

وبعبارة مختصرة ؛ فإن الدين كله عند الشيعة هو ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويروُون في هذا خبرا عن جعفر الصادق في تفسير

قوله تعالى

[إن الله اصطفى لكم الدين]

؛ قال: ولاية علي.

[فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون]

؛ أي مسلمون لولاية علي.
وهنا يقال للشيعة: إذا كان الأمر كذلك ؛ فلماذا لم يسمى دين الإسلام بدين الولاية وانتهى الأمر؟!
انظر إلى الكفر والزندقة والإلحاد في آيات الله ، كيف حصروا الدين كله في بيعة رجل ، وجعلوا الشرك والطاغوت والأصنام ونحوها هو عدم اعتقاد ولاية الاثني عشر ، ومبايعة الخلفاء الثلاثة ومن تبعهم من خلفاء المسلمين.
فالإسلام عند الشيعة ليس هو عبادة الله وحده ونبذ عبادة من سواه ، واتباع النبي ﷺ واقتفاء أثره في العقيدة والشريعة والسلوك ، كلا ، بل الدين عند الشيعة هو اعتقاد أن محمدا وصى عليا بالخلافة ، وأنه – أي علي - أوصى بالخلافة لمن بعده ، وهم الحسن والحسين وباقي الأئمة الإحدى عشر المزعومين ، فمن اعتقد هذا فقد سلك سبيل الحق ، بحسب زعمهم ، ومن خالف هذا كفر ، وصار من أعداء الله!
أقول: ولا شك أن هذه مصادمة صريحة لكتاب الله ،

فقد قال تعالى

[فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى]

، والشيعة لا يؤمنون بهذا ، بل التمسك بالعروة الوثقى عندهم هو العمل بما تقدم ، وهو الإيمان بوصية محمد لعلي بالخلافة ، والإيمان بما يتبع ذلك من خرافات وخزعبلات وتحريفات لكتاب الأرض والسماوات!
ومن طوام دين الشيعة أن مصطلح الشرك والردة والكفر والضلال ليست على ظاهرها عند الشيعة ، وأنه - أي الشرك - عبادة ما سوى الله ، والردة الرجوع عن دين الإسلام ، والضلال هو الزيغ عن الصراط المستقيم الذي بينه النبي ﷺ وسار عليه ، بل هذه المصطلحات عند الشيعة تعني أمورا 

متعلقة بولاية علي فحسب ، فالشرك عند الشيعة يعني أن تشرك في إمامة علي غيره من الناس ، جاء هذا في تفسير القمي (2/251) وتفسير الصافي (4/328).
وقال صاحب «مرآة الأنوار»: إن الأخبار متضافرة في تأويل الشرك بالله والشرك بعبادته بالشرك في الولاية والإمامة.
فعلى هذا ، فالشيعة يعتقدون أن من اعتقد ولاية أبي بكر أو عمر أو عثمان أو غيرهم ممن انعقدت لهم البيعة من ذلك الحين إلى هذا الحين فإنه مشرك!
وكذلك مصطلح الكفر ؛ هو عند الشيعة عدم اعتقاد ولاية علي بعد رسول الله ﷺ مباشرة ، ويرون أن اعتقاد البيعة لغيره من الخلفاء الثلاثة من الازدياد في الكفر.

هذا ما قالوه في

تفسير قوله تعالى

[إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا].


أما مصطلح الردة فيعني عند الشيعة الردة عن بيعة علي رضي الله عنه ، قرروا ذلك في «أصول الكافي».
وأما مصطلح الضلال فهو عدم معرفة الإمام ، هكذا قرروا في تفسير قوله تعالى )غير المغضوب عليهم * ولا الضالين(.
إن تفسير الشيعة للشرك والردة والكفر والضلال بترك بيعــــــة الأئمة فيه تـهوين من قدر الشرك الحقيقي ، الذي هو عبادة غير الله ، بل إلغاء تام لمفهومه ، وهذا هو الواقع في دين الشيعة ، ولهذا فالشيعة لا يرون بأسا من عبادة أئمتهم ، وخلع أوصاف الرب عز وجل عليهم كما تقدم.
ومن تأويلات الشيعة لآيات القرآن تأويل الشيطان الوارد في

قوله تعالى في سورة الحشر

[كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر]

، أولوا الشيطان بعمر بن الخطاب ، رضي الله عنه.

وهذا التأويل نسبوه إلى أبي جعفر الباقر ، ونقلوه في كتب التفسير عندهم ، كتفسير العياشي والصافي وغيرهما.
وهذا هو دين الشيعة ، سب وشتم ، ثم نسبة ذلك كله إلى القرآن ، ليضفوا عليها الشرعية الدينية ، وما هو إلا شذوذ عقلي وافتراء وإلحاد في آيات الله ، والإلحاد في اللغة هو الميل ، وقد توعد الله من ألحد في آياته

بقوله في سورة الصافات

[إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير].

المراجع

  1. الشيعة طوائف كثيرة ، وأغلبهم الاثني عشرية ، ويُسمون أيضا بالإمامية ، نسبة إلى الأئمة الاثني عشر الذين يعظمونهم كما سيأتي.
  2. رواه أحمد (5/183) وأبو داود (3660) والترمذي (2656) وغيرهم ، وصححه الألباني.
  3. برأَ أي خلق ، والنسمة هي الروح.
  4. رواه البخاري (6903).
  5. انظر «أصول الكافي» (1/374) و «تفسير العياشي» (2/16) ، و «البحار» (92/78 – 106).
  6. انظر تفسير الصافي (1/31).
  7. وانظر ما قاله ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (13/236 – 237) و (3/29) ، و «منهاج الاعتدال» (4/66).
  8. انظر «تفسير العياشي» (2/261) ، و «تفسير الصافي» (3/134).
  9. انظر «مرآة الأنوار» ، ص 163 .
  10. انظر «تفسير العياشي» (2/42) ، و «تفسير الصافي» (3/254 – 255).
  11. انظر «تفسير العياشي» (1/26) ، و «تفسير القمي» (1/30).
  12. انظر «بحار الأنوار» (24/191-203) ، وانظر «مرآة الأنوار» ، ص 324 .
  13. انظر «بحار الأنوار» (24/211-213).
  14. انظر «تفسير العياشي» (2/12) ، و «تفسير الصافي» (2/188).
  15. انظر ص 321 – 323 .
  16. إلا علي بن أبي طالب ، فإن أهل السنة يعتقدون أنه خليفة راشد مبايع ، وأنه رابع الخلفاء الراشدين ، وله فضائل ومناقب كثيرة ، رضي الله عنه.
  17. انظر (24/187 – 191).
  18. انظر «بحار الأنوار» (24/100-110).
  19. انظر «بحار الأنوار» (24/97-99).
  20. انظر «تفسير القمي» (2/344) و «تفسير الصافي» (5/109).
  21. انظر «بحار الأنوار» (24/110-113).
  22. انظر «تفسير القمي» (1/35).
  23. انظر «مرآة الأنوار» ، ص 150 .
  24. انظر «بحار الأنوار» (24/238-243).
  25. انظر هذا الهراء في «كامل الزيارات» ، ص 48 – 49 ، لابن قولويه.
  26. «أصول مذهب الشيعة الاثني عشرية» ، ص 215 ، الناشر: مدار الوطن – الرياض.
  27. (1/429).
  28. انظر «مرآة الأنوار» ، ص 303 .
  29. انظر «مرآة الأنوار» ، ص 182 ، والغيبة للنعمان ، ص 54 ، والبرهان (3/157).
  30. انظر «تفسير القمي» (2/258 – 259) و «تفسير الصافي» (4/345).
  31. انظر «أصول الكافي» (1/418) ، و «البرهان» (4/451).


موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day