أثبتت الدراسات الحديثة حاجة المربي إلى الترهيب، وأن الطفل الذي يتسامح معه والده يستمر في إزعاجهما ([1]) والعقاب يصحح السلوك والأخلاق، والترهيب له درجات تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس والحرمان من الجماعة أو الحرمان المادي والضرب وهو أخر درجاتها. ويجدر بالمربي أن يتجنب ضرب الطفل قدر الإمكان، وإن كان لا بد منه ففي السن التي يميز فيها ويعرف مغزى العقاب وسببه ([2]). * وللترهيب ضوابط منها: * أن الخطأ إذا حدث أول مرة فلا يعاقب الطفل بل يعلم ويوجه ([3]). * يجب إيقاع العقوبة بعد الخطأ مباشرة مع بيان سببها وإفهام الطفل خطأ سلوكه، لأنه ربما ينسى ما فعل إذا تأخرت العقوبة ([4]). * إذا كان خطأ الطفل ظاهر أمام إخوانه وأهل البيت فتكون معاقبته أمامهم، لأن ذلك سيحقق وظيفة تربوية للأسرة كلها ([5]). * إذا كانت العقوبة هي الضرب فينبغي أن يسبقها التحذير والوعيد، وأن يتجنب الضرب على الرأس أو الصدر أو الوجه أو البطن، وأن تكون العصا غير غليظة ([6]) ومعتدلة الرطوبة، وأن يكون الضرب من واحدة إلى ثلاث إذا كان دون البلوغ، ويفرقها فلا تكون في محل واحد، وإذا ذكر الطفل ربه واستغاث به فيجب إيقاف الضرب ([7]) لأنه بذلك يغرس في نفس الطفل تعظيم الله. * ويجب أن يتولى المربي الضرب بنفسه حتى لا يحقد بعضهم على بعض ([8]). * ألا يعاقبه حال الغضب لأنه قد يزيد في العقاب ([9]). * أن يترك معاقبته إذا أصابه ألم بسبب الخطأ ويكفي بيان ذلك ([10]). ------------------------------------------- ([1]) انظر: حديث الأمهات، سبوك، ص 25- 26. ([2]) انظر: مسئولية الأب المسلم في تربية الولد، عدنان باحارث، ص 86. ([3]) انظر: كيف نربي طفلا، محمد زياد حمدان، ص 32- 36. ([4]) انظر: الثواب والعقاب، أحمد علي بديوي، ص 63- 64. ([5]) انظر: أساليب الرسول في التربية، نجيب العامر، 33. ([6]) انظر: تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصح علوان، 2/727- 728. ([7]) انظر: التربية، للأهواني، 135، نقلا عن منهج التربية النبوية، محمد نور سويد، 327. ([8]) انظر: تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصح علوان، 2/727- 728. ([9]) انظر: كيف نربي طفلا، محمد زياد حمدان، ص 32- 36. ([10]) انظر: المرجع السابق.