من أكثر الصور شيوعا في الغرب إعتقاد الكثيرين أن الإسلام ينادي باستعباد المرأة، حيث يتم تصوير المرأة المسلمة المحجبة بأنها محرومة من تقرير مصيرها وتابعة للرجل، المرأة العربية حسب هذه الصورة إما من الحريم، أو مجرد راقصة أو وسيلة للجنس. وهي في كل الأحوال محرومة من حقوقها الكاملة. فالمرأة المسلمة، كما تروج لذلك جهات معينة في الغرب، لا رأي لها مع الرجل، منصاعة له تماما وهي تحت رحمته ومشيئته كما لو كانت مجرد عقار يمتلكه وليس بإمكانها تقرير مصيرها معه أو الانفصال عنه. وطبعا وكالعادة يتم الربط بين الدين الإسلامي وهذه الحالة المزرية والخيالية للمرأة المسلمة. إذ يعتقد متبنيي هذه الصورة عن المرأة المسلمة أن تعاليم الإسلام تجعل المرأة المسلمة في درجة أقل من الرجل وتحولها إلى تابعة له وتعطي الرجل ميزات وحقوقا أفضل وأكبر. ويستشهد بعضهم بحالة المرأة في إحدى الدول العربية حيث لا يحق لها قيادة السيارة مثلا في الوقت الذي حرمت فيه إحدى الطوائف في أمريكا نساءها من لمس مقود السيارة وهذا في القرن الواحد والعشرين، وسنتعرف على هذه الطائفة الأمريكية لاحقا. والحقيقة أننا لو درسنا حالة المرأة في المجتمعات الأخرى قبل ظهور الإسلام وبعده لاكتشفنا الميزات والحقوق الكثيرة التي أعطاها الإسلام للمرأة في زمن لم يبادر فيه أي مجتمع بفعل ذلك، بل إن كثيرا من الذين حاربوا الإسلام في الجزيرة العربية عند ظهوره كانوا يأخذون على هذا الدين الجديد منح المرأة الحق في الميراث، وكانوا يسخرون من ذلك. وقبل التعمق في موقف الإسلام من المرأة، دعونا نتعرف أولا على مكانة المرأة في المجتمعات والديانات الأخرى.