الدرس السابع : عفة لسان أم المؤمنين عائشة رضيَ الله عنها وسلامة قلبها . من أعظم ما يلفت نظر المتتبع لتفاصيل قصة الإفك ، عفة لسان أم المؤمنين عائشة رضيَ الله عنها وسلامة قلبها للمسلمين ، فهي في حكايتها لما عانته من قصة الإفك لم تسب أحدا من الخائضين فيها ولم تدع على أحد ، ولم تنس لذي فضل سابق فضله . فلم تكن تتجاوز في وصف الخائضين في الإفك على قولها هلك من هلك )) كما قالت عن عبد الله بن أبي بن سلول وغيره . ولما ذكرت موقف حمنة بينت دافعها الأساس ومورطها الأول وهو منزلة أختها زينب بنت جحش التي كانت أفضل منها حالا ، حيث حفظها الورع من الخوض في الإفك وشهادة الزور . ولما أرادت أم رومان أن توسع دائرة الاتهامات لتشمل أمهات المؤمنين اللائي لم يؤثر عنهن في الحادثة شيء أعرضت عنها عائشة ولم تعلق على كلامها لمعرفتها بحالهن ، بل لجأت مرة أخرى إلى البكاء . وإذا كان هناك من موقف سلبي لها يذكر ، فهو الذي كان لها من علي الذي أشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بفراقها ، ومع ذلك فقد روي عنها قولها في وصف موقف علي رضيَ الله عنهما إن عليا أساء في شأني ، والله يغفر له )) [1]. -------------------------------------------------------------------------------- [1]فتح الباري ( 7 / 437 )