فكيف بك اليوم إذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يستغيث من إيذاء هؤلاء ؟! ذكر الأستاذ محمد إلياس عبد الغني في كتابه : " تاريخ المسجد النبوي الشريف " أنَّ مخططًا من ملوك الكفر وضع لنبش قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ونُفِّذ بواسطة اثنان من المغاربة ، وحمى الله جسد نبيه ، بأنْ رأى القائد نور الدين زنكي النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ، وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول : أنجدني ، أنقذني من هذين الرجلين . ففزع القائد من منامه ، وجمع القضاة وأشاروا عليه بالتوجه للمدينة المنورة ، ووصل إليها حاملاً الأموال إلى أهلها ، وجمع الناس ، وأعطاهم الهدايا بعد أن دونت أسماؤهم ، ولم ير الرجلين وعندما سأل : هل بقي أحد لم يأخذ شيئاً من الصدقة ؟ قالوا : لا . قال: تفكروا وتأملوا ، فقالوا : لم يبق أحد إلا رجلين مغاربة وهما صالحان غنيّان يكثران من الصدقة ، فانشرح صدره وأمر بهما ، فرآهما نفس الرجلين الذين في منامه وسألهما " من أين أنتما ؟" قالا: " حجاج من بلاد المغرب " قال : اصدقاني القول ، فصمَّما على ذلك فسأل عن منزلهما ، وعندما ذهب إلى هناك لم يجد سوى أموال وكتباً في الرقائق ، وعندما رفع الحصير وجد نفقًا موصلاً إلى الحجرة الشريفة ، فارتاعت الناس ، وبعد ضربهما اعترفا بهذا المخطط ، وأنهما قبل بلوغهما القبر ، حصلت رجفة في الأرض ، فقتلا عند الحجرة الشريفة . و أمر نور الدين زنكي ببناء سور حول القبور الشريفة بسور رصاصي متين حتى لا يجرأ أحد على استخدام هذا الأسلوب. فالله ناصره ولو كره الكافرون ، ولو تخاذل المسلمون ، ولكن الويل كل الويل لمن يخذله الآن ، لكن دعونا نتأمل الحدث ، وننظر كيف يمكننا التعامل معه ؛ لتكون بداية مشرقة لصحوة حقيقية للمسلمين مستغلين تآلف القلوب من أجل نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم .