لقاء مع الأمين محمد صلى الله عليه وسلم أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم كفضائله ؛ كلها شاملة متعددة المظاهر ؛ ليس من ثمة شك أن أعظم مظهر لهذه الأمانة هو نهوضه بتبليغ الرسالة التى ائتمنه الله عليها ؛ وكلفه بها فبلغها للناس أعظم ما يكون التبليغ ؛ وقام بأدائها أعظم ما يكون القيام به ؛ واحتمل فى سبيلها أشق ما يحتمله بشر . وقد عرف العـرب أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى قبل بعثته ؛ فكانوا يسمونه الامين ؛ ولهذا رحبواْ بتحكيمه فيما عـرض بينهم من نزاع ؛ ورضواْ ما قضى به قى شأن الحجر الأسود . - وكان صلى الله عليه وسلم : " اذا أصاب غنيمة أمر بلالاً فنادى فى الناس ثلاثاً ؛ فيجيئون بغنائمهم ؛ فيقسمها ويخمسها ؛ فجاءه رجل بعد ذلك بزما م شعر ؛ فقال : يارسول الله هذا فيما كنا أصبنا من الغنيمة . فقال صلى الله عليه وسلم : أسمعت بلالاً ينادى ثلاث ..؟ قال : نعم . فقال صلى الله عليه وسلم : فما منعك أن تأتينى به ..؟ فاعتذر اليه . فقال النبى صلى الله عليه وسلم : لن أقبله منك حتى تكون أنت الذى توافينى به يوم القيامه سنن أبى داود – كتاب الجهاد رقم الحديث 2712 . - وقد استعمل النبى صلى الله عليه وسلم عاملاً يسمى " ابن اللتيبية " على الصدقة يجمعها ؛ فجاءه هذا الرجل بعد أن فرغ من جمعها ؛ فقال : يارسول الله هذا لكم ؛ وهذا أهدى إلى . فقال له صلى الله عليه وسلم : أفلا قعدت فى بيت أبيك أو أمك فنظرت أيهدى اليك أم لا ..؟ ثم قام عشية بعد الصلاة ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول : هذا لكم ؛ وهذا أهدى الى ؛ أفلا قعد فى بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدى اليه أم لا ..؟ فو الذى نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئاً الا جاء به يوم القيامه يحمله على عنقه ؛ ان كان بعيراً جاء له وغاء ؛ وان كانت بقرة جاء ولها خوار ؛ وان كانت شاة جاء بها تيعـر . - وكان هناك رجل له دين عند النبى صلى الله عليه وسلم ؛ فأغلظ فى القول ؛ فقام الصحابة أن يردوه ويؤذوه ؛ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً ؛ ثم قال : أعطوه سناً مثل سنة - أى جمل مثل الذى له - فقالوا : يارسول الله لانجد الا الامثل منه - بمعنى أفضل من الذى يستحقه - فقال صلى الله عليه وسلم : اعطوه ؛ فان خيركم أحسنكم قضاء " . اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث رقم 1302 - وكان صلى الله عليه وسلم يحث على الامانة فقال: " أد الامانة الى من أئتمنك ولا تخن من خانك " سنن أبى دوواد – كتاب البيوع 3/805 رقم 3535 & سنن الترمذى فى البيوع أيضاً حديث رقم 1264 - وقال صلى الله عليه وسلم : " من انتهب فليس منا " . سنن الترمذى – كتاب السير – 4/154 رقم 1601 - وقال صلى الله عليه وسلم : " من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله من سبع أراضين " . ا اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث رقم 1039 - وقال صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع ؛ وكلكم مسئول عن راعيته ؛ فالامام راع وهو مسئول عن رعيته ؛ والرجل راع فى أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية فى بيت زوجها وهى مسئولة عن رعيتها والخادم راع فى مال سيده وهو مسئول عن رعيته والرجل راع فى مال أمه وهو مسئول عن رعيته ؛ فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته . اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث رقم 1199 - وقال صلى الله عليه وسلم : " من اخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه ؛ ومن أخذها يريد اتلافها أتلفه الله " . صحيح البخارى – كتاب الاستقراض 3/ 144 - وفال صلى الله عليه وسلم : " أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ؛ ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ؛ أذا أؤتمن خان ؛ واذا حدث كذب ؛ واذا عاهد غدر ؛ واذا خاصم فجر ) . اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث رقم 37 .