قال الله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } •فسَّر كثيرٌ من العلماء الظلمَ : بأنَّه وضعُ الأشياء في غير موضعها. •عَنْ أبي ذَرٍّ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم - فيما يَروي عَنْ ربِّه - عز وجل - أنَّه قالَ : ( يا عِبادي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلمَ على نَفسي، وجَعَلْتُهُ بَينَكُم مُحَرَّماً فلا تَظالموا ). •قال ابن رجب: يعني: أنَّه تعالى حَرَّم الظلم على عباده ، ونهاهم أنْ يتظالموا فيما بينهم، فحرامٌ على كلِّ عبدٍ أنْ يظلِمَ غيره ، مع أنَّ الظُّلم في نفسه محرَّم مطلقاً ، وهو نوعان: -أحدهما: ظلمُ النفسِ ، وأعظمه الشِّرْكُ ، كما قال تعالى:{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ، فإنَّ المشركَ جعل المخلوقَ في منزلةِ الخالق ، فعبده وتألَّهه ، فوضع الأشياءَ في غيرِ موضعها ، وأكثر ما ذُكِرَ في القرآن مِنْ وعيد الظالمين إنَّما أُريد به المشركون ، كما قال الله - عز وجل : { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } . -ثمَّ يليه المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائرَ وصغائرَ . -والثاني : ظلمُ العبدِ لغيره ، وهو المذكورُ في هذا الحديث ، وقد قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في خطبته في حجة الوداع : ( إنَّ دماءكم وأموالَكُم وأعراضَكُم عليكُم حرامٌ ، كحرمةِ يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ). •قال صلى الله عليه وسلم : ( الظلمُ ظُلُماتٌ يوم القيامة ) متفق عليه . • وفيهما عن أبي موسى ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : ( إنَّ اللهَ لَيُملي للظَّالم حتَّى إذا أخَذَه لم يُفْلِته ) ، ثم قرأ : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } . •قال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم :(من كانت عنده مظلمة لأخيه ، فليتحلَّلْهُ منها ، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دينارٌ ولا درهمٌ مِنْ قبل أنْ يُؤخَذ لأخيه من حسناته ، فإنْ لم يكن له حسناتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئات أخيه فطُرِحت عليه) . رواه البخاري.