وإلى جانب خطبة الوداع الجامعة هناك توجيهات وتعاليم أخرى للنبي ~ صلى الله عليه و سلم ~، تعنى بحقوق الإنسان، لاسيما في مسألة الدماء : فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: قُتِلَ قَتِيلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ لا يُعْلَمُ قَاتِلُهُ، فَصَعِدَ مِنْبَرَهُ ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ! أَيُقْتَلُ قَتِيلٌ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ لا يُعْلَمُ مَنْ قَتَلَهُ؟ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ اجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَعَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِلا عَدَدٍ وَلا حِسَاب" [1] وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ سَرِيَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ غَشُوا أَهْلَ مَاءٍ صُبْحًا فَبَرَزَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ فَحَمَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ إِنِّي مُسْلِمٌ فَقَتَلَهُ ، فَلَمَّا قَدِمُوا أَخْبَرُوا النَّبِيَّ ~ صلى الله عليه و سلم ~ بِذَلِكَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ فَمَا بَالُ الْمُسْلِمِ يَقْتُلُ الرَّجُلَ وَهُوَ يَقُولُ إِنِّي مُسْلِمٌ" فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا قَالَهَا مُتَعَوِّذًا. فَصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ وَجْهَهُ وَمَدَّ يَدَهُ الْيُمْنَى فَقَالَ : " أَبَى اللَّهُ عَلَيَّ مَنْ قَتَلَ مُسْلِمًا "ثَلَاثَ مَرَّاتٍ [2] .. و"مثل هذه الأقوال وهذه الأفعال ترينا في محمد~ صلى الله عليه و سلم ~ أخا الإنسانية الرحيم ، أخانا جميعاً الرؤوف الشفيق ، وابن أمنا الأولى وأبينا الأول" [3] . ------------------------------------------------------------------------------------------------ [1] رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم 12513 [2] رواه أحمد في مسنده، برقم 16395 [3] هذه الجملة لتوماس كارلايل : الابطال ، ص 84-85