إنه يريد لفتَ أنظارهم إلى أنَّ كل حركة يتحركونها، وكلَّ عمل يقومون به، حتى ما يرون أنه من العادات أو من دواعي الغريزة - يجب استغلاله للتزوُّد لذلك اليوم، وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يسعى دائمًا لترسيخ تلك المعاني في نفوس الصحابة[1]، فنراه يقول في موطن آخر: ((وفي بُضْع أحدكم صدقة)) قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: ((أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه فيها وزرٌ؟ فكذلك إذا وضَعها في الحلال كان له أجر))[2]. ويقول في موطن ثالث: ((وإنَّك مهما أنفقت من نفقة، فإنها صدقة، حتى اللُّقمةُ التي ترفعها إلى فِي امرأتك))[3]. ------------------------------ [1] السيرة النبوية؛ د علي الصلابي. [2] مسلم، كتاب الزكاة (53). [3] البخاري مع الفتح، كتاب الوصايا (2742).