روى أبو داود، والنسائي عن أبي شريح: أنه كان يسمى أبا الحكم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله هُوَ الحَكْم، وإليه الحُكم". فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني؛ فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين، فقال: "ما أحسن هذا! فما لك من الولد؟" فقلت: شريح؛ ومسلم؛ وعبد الله، قال: "فمن أكبرهم؟" قلت: شريح، قال: "أنت أبو شريح". ورواه الحاكم، وزاد: "فدعا له ولولده". قال في "شرح السنة": الحكم: هو الحاكم الذي إذا حكم؛ لا يرد حكمه، وهذه الصفة؛ لا تليق بغير الله تعالى، كما قال الله تعالى: { وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } [الرعد: 13/41]. "وفيه: أن يكنى الرجل بأكبر بنيه، فإن لم يكن له ابن؛ فبأكبر بناته، وكذلك المرأة؛ تكنى بأكبر بنيها، فإن لم يكن لها ابن؛ فبأكبر بناتها. ومن ثم تكنية المولود لما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينادي الطفل بكنيته، وليس باسمه، فيمازحه بقوله: " يَا أَبَا عُمَيْرٍمَافَعَلَ النُّغَيْرُ؟" والحديث رواه مسلم.