تعريفه: لغة: قطع القلقة، أي الجلدة التي على رأس الذكر. وأما اصطلاحاً: هو الخرف المستدير على أسفل الحشفة، أي: موضع القطع من الذكر، وهو الذي تترتب عليه الأحكام الشرعية، كما روى الإمام أحمد والترمذي والنسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا وَجَبَ الختانان فَقْد وَجَبَالْغُسْلُ". ما ورد في الحض على الختان: روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من الفطرة: المضمضة؛ والاستنشاق؛ وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَالسِوَاك؛ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَنَتْفُ الْآبَاطِ؛ وَالِاسْتِحْدَادُ؛ الِاخْتِتَانُ". وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْفِطْرَةُ خَمْسٌ الْخِتَانُ وَالِاسْتِحْدَادُ وَنَتْفُ الْإِبْطِ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ". وروى أحمد عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "الْخِتَانُ سُنَّةٌ لِلرِّجَال؛ ِمَكْرُمَةٌلِلنِّسَاءِ". وهكذا نجد اهتمام الإسلام وحرصه على ختن الصبي والبنت. وذلك يبدأ بعد اليوم السابع، وذلك لما رواه البيهقي عن جابر رضي الله عنه أنه قال: "عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين وختتهما لسبعة أيام". وقال ابن جزي: "ويكره الختان يوم الولادة؛ ويوم السابع؛ لأنه من فعل اليهود". وأول من أختتن هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، اختتن وهو ابن ثمانين سنة؛ وذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو ابن ثمانين سنة" وفي رواية: "أنه أول من أضاف الضيف، وأول من لبس السراويل، وأول من اختتن". واستمر الختان بعده في الرسل وأتباعهم؛ حتى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن الختان هو سنة الأنبياء والمرسلين تقتدي بهم البشرية لتحظي بالاتباع السليم. فقد روى الترمذي والإمام أحمد عن أبي أيوب قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أَرْبَعٌ مِنْسُنَنِ "أربع من سنن المرسلين: الختان، الْمُرْسَلِينَ وَالتَّعَطُّرُ وَالسِّوَاكُ وَالنِّكَاحُ ". وروى البخاري عن سعيد بن جبيرقال: سئل ابن عباس رضي الله عنهما: مثل من أنت؛ حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "أنا يومئذ مختون، وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك". وفي رواية الحاكم في مستدركه (3/534): "توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة وقد حتنت" ويستحب الدعوة لطعام الختان، وهو "الإعذار" ولا يفعل ذلك في خفاض النساء للستر. ومن شدة حرص الإسلام على الختان أنه إذا أسلم رجل؛ ولم يكن مختوناً؛ وجب عليه الختان، بالإضافة إلى الغسل، وذلك لما رواه أحمد وأبو داود عن عثيم بن كليب، عن ابيه، عن جده، أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد أسلمت قال: "ألأف عنك شعر الكفر؛ واختتن". وروى حرب في مسائله عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أسلم فليختتن؛ وإن كان كبيراً". ومن شدة الاهتمام كذلك أنه لا تقبل صلاة للأقلف – غير المختون – فقد روى وكيع عن سالم، عن عمرو بن هرم، عن جابر، عن يزيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "الأقلف لا تقبل له صلاة، ولا تؤكل ذبيحته". ومن شدة الاهتمام كذلك ما قاله ابن قتيبة في قوله تعالى { صِبْغَة اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً } [البقرة: 2/138] يريد: الختان، فسماه صبغة، لأن النصارى كانوا يصبغون أولادهم في ماء، ويقولون: هذا طهرة لهم؛ كالختان للحنفاء، فقال الله تعالى { صِبْغَة اللَّهِ } أي: ألزموا صبغة الله؛ لا صبغة النصارى أولادهم، وأراد بها ملة إبراهيم عليه السلام. ومن اللطائف الفقهية في أمر الختان ما ذكره الخطابي: "أما الختان – وإن كان مذكوراً في جملة السنن – فإنه عند كثير من العلماء على الوجوب، وذلك أنه شعار الدين، وبه يعرف المسلم من الكافر، إذا وجد المختون بين جماعة قتلى غير مختونين، صُلي عليه، ودفن في مقابر المسلمين".