الكعبة اول بيت وضع للناس، والحج اليها وإقامة المناسك فيها من شعائر هذا الدين، ووجود الكعبة امان للناس، فالدين قائم وباق بوجودها وبقائها وتعظيمها، فإذا ترك الناس الحج سنة لم ينظروا ان يهلكوا. 1- كل ما كان لله ينبغي ان ينزه عما يدنسه من شوائب الدينا، والله طيب لا يقبل إلا طيبا، فمن شاب عمله بما لا يليق بجلال الملك (عز وجل) رد عليه عمله ولم يقبل؛ كذلك لا يقبل الله من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. 2- فطنة النبي (صلى الله عليه وسلم) وذكاؤه في صغره مع تسديد الله له... صنع له كل ذلك رصيدا قلوب الناس، وثقتهم فيه. 3- لا إيثار في الطاعة ولا في القربات فمتى لاح لك خير فسارع اليه، وان استطعت ألا يسبقك الى الله أحد فافعل، أراد اهل مكة الاستتار ببناء الكعبة، وان قصرت بهم النفقة؛ ليكون الفضل في ذلك لهم وحدهم دون سائر الناس، والفضل لصاحبه ينسب. 4- اصطفى الله العليم الحكيم أكمل الخلق وأزكى الخلق ليقوم بأعباء أخطر رسالة؛ حيث سيتحمل اتباعه دورا كان منوطا من قبل بالأنبياء وقد كان؛ حيث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جيلا كان الواحد منهم أمة، ومن بعدهم يبقى على مر الزمان علماء يجددون للناس ما ادرس من دينهم ويذكرونهم سبيل ربهم، وهؤلاء هم ورثة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فهل انت منهم؟ انو ذلك واعمل توفق له ان شاء الله 5-بالنصيحة الخالصة الصادقة تحفظ الحرمات، وتعظم الشعائر، وتخضع لها الملوك، فكن صادقا مخلصا إذا نصحت، ولا تغفل عن تقديم النصح لإخوانك ابدا 6- بحسن المعاملة يكون تعلق الناس بك وحرصهم على قربك؛ لأنهمل يرون في ايمانك ومعاملتك ربا لظمئهم، وشبعا لمسغبتهم، وانسا لوحشتهم 7- لا يكمن للعقل المجرد ان يعرف الغيب ولا الحلال من الحرام، فبالعقل وحده يضل الانسان، فلابد من نور الشرع، والاستسلام الكامل لحكم الله، فيلتقي نور الشرع بنور العقل فيحصل الاهتداء. 8-إذا ضعف سلطان الهوى قوي سلطان الحق، وإذا انتصر المرء على شهوة نفسه له حكم عقله، فالعقل يناقض حكمه حكم الهوى والشهوة. 9- كان النبي (صلى الله عليه وسلم) فصيحا بليغا، فصل الكلام، حلو المنطق، فاقتد بنبيك واسلك سبيله في ذلك، وكن مخلصا في السر تكن فصيحا في العلانية. 10- ان الخلق الحسن يؤثر في الدعوة الى الحق بما لا يؤثر البرهان العقلي والحجة القوية، فالخلق الحسن أقوى برهان، واساس الحجة الدامغة. 11- القوي الكامل في قوته من يسخر قوته في نصرة الحق وأهله، ولا يستكبر بقوته وشجاعته، والقوي حقا من يملك نفسه عند الغضب. 12- املك الخلق لنفسه رسوله (صلى الله عليه وسلم) فقد تحمل اذى قريش، وما علمنا انه دخل في مشاجرة مع كافر آذاه، وهذا برغم القوة البدنية التي اوتيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنفسه أكبر واعلى من ذلك. 13- لابد لكل نفس مؤثرة داعية من عزلة بعض الوقت وانقطاع عن شواغل الأرض وضجة؛ ليحقق في خلوته جمعية القلب على الله. (بصائر) مفاوضات قرشية نبوية.. 1-اختار الله لخير امة خير الله رسول وأنزل عليه أفضل كتاب، وسرت هذه الخيرية في دماء الصحابة حتى هاضوا الأمم وحملوا اليهم انوار الهداية؛ فهل تعود إلينا هذه الخيرية في الواقع العملي؟ ليتها تعود- انت فرد من الامة، إذا عملت لذلك وعمل غيرك عاد للأمة خيرتيها، فما الامة إلا مجموعة أفراد، فخيرية الامة مرهونة بخيرتيك انت، وانت بذاتك صورة من شخصية الامة. 2-الزوجة العاقلة الصبور من أعظم ما يعين المرء على تحمل الأعباء الثقيلة والقيام بالمهام الجسيمة، كذلك كانت خديجة (رضي الله عنها) زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) خير نصير وناصح. فليت الشباب يحرصون على توفر العقل الراجح والخلق القويم في شريكة الحياة. 3-من أعظم اللحظات التي مرت بها الأرض لحظة نزول الوحي، ومجيء جبريل (عليه السلام) الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غار حراء، واشد لحظة اصابت الأرض بالكآبة والحزن؛ ساعة انقطع الوحي بوفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 4-صناعة الاخلاق وصقلها في الداعية اهم واوجب من تزويده بالمعلومات؛ إذ ان الاخلاق والسلوكيات السديدة هي التي تأسر القلوب وتستميل النفوس الى الحق الذي يعتنقه ذلك الداعية. كل امري مخبوء تحت لسانه، فإذا تكلم عرفت حقيقته، والبلاغة الاسرة علامة على صفاء النفس وقوة الروح، فليت الدعاة ينهلون من بجور البلاغة القرآنية والنبوية ويجملون بها منطقهم!! لا يستغني العقل ابدا عن نور الوحي؛ فما العقل الا كالعين لا يمكنها ان تبصر الا في الضياء والنور، فإذا حجيت عن العقل انوار الشرع تردى في التيه والضلال، وباء بالحيرة والوبال. (بصائر) عام الحزن 1-الكفاح المرير، والعمل الدروب، والبذل الصادق الذي يتعلمه الأنبياء والمرسلون، ومن أجله يعملون، لا يهدون ولا يملون؛ هو دعوة الخلق الى الحق، وتبصير العالمين بالهدى، وتلك هي قضية الدعاة الأولى والأخيرة: ((الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العبادة الى عبادة رب العبادة)) 2-ينبغي ان يعد الداعية إعدادا ايمانيا ونفسيا وعلميا وجسديا قبل انهماكه في معترك الحياة ومواجهة الناس، وعلى قدر هذا الاعداد يكون نجاحه في دعوته. 3- مما يسهل طريق الدعوة ويخفف الأعباء عن الداعية: اعتقاده انه يعمل لحساب ربه الكبير العظيم جل جلاله الذي لا أكبر منه ولا أعظم، فإذا أكبر الله حق التكبير في قلبه بذل ما في وسعه ولم يتردد في البذل لحظة. 4- الطهارة هي الصق الصفات وأحق ما يتصف به كل داعية، وعلى قدر ما فيه من طهارة ظاهرة وباطنة يكون إنقاذه للموثين المدنسين بالذنوب والمعايب. 5-هجر الشرك وأسباب العذاب هي نقطة البدء الأولى في الدعوة وهي تخلية قبل التحلية. 6-ومما ينبغي ان يتعلمه الداعية الا يستكثر عمله، والا يمن به على ريه؛ بل ينبغي ان ينكر ذاته؛ فما وفق في دعوته الا بتوفيق الله وتسديده، ولولا ذلك لضل. 7-الزاد الأصل والاساسي في معركة الدعوة هو الصبر، وقد قال لقمان لابنه:(يبنى اقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور) (لقمان: 17) فمن لا صبر له لا ثبات له على الدعوة ولا بقاء له بين اهل الهمم العالية. 8-قيام الليل مدرسة تثمر الإخلاص، وتستنهض العزم، وهي استلهام لمعاني الايمان، وخلوة حقيقة مع الملك لمناجاته ودعائه، وهي تربية لمعاني الرجولة في الصدور والقلوب. 9-ترتيل القرآن هو تقلي الأوامر الصريحة والنصائح النافعة وتقوية القلب وتطهيره، وتجديد للعهد مع صاحب الدعوة سبحانه وبحمده. 10- من عاش لنفسه فقط قد يعيش مستريحا، لكنه يعيش صغيرا ويموت صغيرا، فالذي يعيش بلا أهداف مهما خطط لنجاحه يخطط؛ لكن للفشل. 11- كان الصديق صورة صادقة للمؤمن الذي لا يقر له قرار ولا يهدا له بال حتى يحقق في دنيا الناس ما آمن به، يأخذ بأيديهم الى صراط ربه المستقيم؛ شفقة منه عليهم، رحمة منه بهم، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ((ارحم امتى بأمتي أبو بكر)) وهكذا ينبغي ان نكون. 12- ان شرائح المجتمع المسلم من رجال ونساء وأطفال لكل منهم دور منتظر في بناء الجسد الايماني لهذه الامة؛ فإقامة الدولة وانتشار الحضارة يحتاج الى بذل طوائف المجمع المسلم جميعها، كل بحسه وفي موطنه ومجاله.