ومن المواقف التي تدل على حرص محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ على السلام، ما حدث في معركة الأحزاب (في شوال 5 هـ\ مارس627م) ، حيث حاصر المشركون المدينة المنورة، فلما اشتد على المسلمين الحصار و البلاء بعث رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، إلى عيينة بن حصن والحارث بن عوف المرى، وهما قائدا غطفان ـ في جيش الأحزاب ـ وعرض عليهما النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ ثلث ثمار المدينة، على أن يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه، فأحضر النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ الصحيفة والدواة، وأحضر عثمان بن عفان فأعطاه الصحيفة، وهو يريد أن يكتب الصلح بينهما، وعباد بن بشر قائم على رأس النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، مقنع في الحديد.. ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح، إلا المراوضة.فلما أراد رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ أن يفعل ذلك بعث إلى سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فذكر لهما ذلك، واستشارهما فيه [1] . فرفضا هذه الفكرة.. ونزل النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ على رأي الجماعة، فلم يتم هذا الصلح! ولكن الشهاد في هذا الموقف، هو حرص النبي الدائم في تجنب الحل العسكري، قدر الإمكان.. وميله الدائم نحو الحل السلمي . ------------------------------------------------------------------------------------------------------------- [1] انظر: ابن كثير : السيرة النبوية 3 / 201، ومحمد بن يوسف الصالحي: سبل الهدى والرشاد 4 / 376