يقول السير وليم موير : "وكان ~ صلى الله عليه و سلم ~ سهلاً لين العريكة مع الأطفال، لا يأنف إذا مر بطائفة منهم يلعبون أن يقرئهم السلام !" [1] . ويقول لويس سيديو: "لا شي أدعى إلى راحة النفس من عناية محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ بالأولاد. فهو قد حرّم عادة الوأد، وشغل باله بحال اليتامى على الدوام.. وكان يجد في ملاحظة صغار الأولاد أعظم لذة. ومما حدث ذات يوم أن كان محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ يصلي فوثب الحسين بن علي [رضي الله عنهما] فوق ظهره فلم يبال بنظرات الحضور فانتظر صابرًا إلى حين نزوله كما أراد. " [2] . ولقدكافح النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ في سبيل استرداد حقوق الأطفال المسلوبة، عبر العصور الغابرة - خاصة في الميراث – بعدما كانت العصور الجاهلية تحرم الأطفال من الميراث، وتعتبر أن من لهم الحق في الميراث هم الذين يتستطيعون جلب الغنائم أو يمتطون الخيل بمهارة وفروسية !.. كما أن محمداً ~ صلى الله عليه و سلم ~ حمَّل الأسرة كلها أمانة رعاية الأطفال وصيانة حقوقهم. فكانت الأسرة الإسلامية - كما يقول جاك ريسلر-:" ترعى دائمًا الطفل، وصحته، وتربيته، رعاية كبيرة. وترضع الأم هذا الطفل زمنًا طويلاً، وأحيانًا لمدة أكثر من سنتين، وتقوم على تنشئته بحنان وتغمره بحبها وباحتياطات متصلة. وإذا حدث أن أصاب الموت بعض الأسرة، وأصبحوا يتامى، فإن أقرباءهم المقربين لا يترددون في مساعدتهم وفي تبنّيهم" [3] ولا فرق في ذلك بين ذكر وأنثى [4] .. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------- [1] وليم موير : حياة محمد 15 . [2] لويس سيديو : تاريخ العرب العام ، ص 110 -111 [3] جاك ريسلر: الحضارة العربية ، ص 53 [4] وقد أفردنا مبحثاً خاصاً برحمته للبنات.