إن إبراز مكانة الشباب العلمية والثناء عليهم من الأمور التي تشبع عندهم الحاجة إلى التقدير والاحترام بالإضافه إلى مافي ذلك من توجيه غيرهم للإستفادة منهم بما عندهم من العلم . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الثناء على كثير من شباب الصحابة في العلم وإبراز مكانتهم ، ومما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المجال قوله صلى الله عليه وسلم : (( خذوا القرآن من أربعة : من ابن أم عبد – فبدأ به – ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وسالم مولى أبي حذيفة )) . وبرز النبي صلى الله عليه وسلم مكانة الشاب معاذ بن جبل في العلم بقوله : (( أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل )) . ويقول صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود : (( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد )) . وكثيراً ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني على الشباب ، وذلك لما للثناء من تأثير كبير على النفوس ، وخاصة نفوس الشباب ، وغالباً مايربط الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الثناء بتوجيه معين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل )) فكان عبدالله بن عمر بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليل وقال صلى الله عليه وسلم عن علي بن أبي طالب في غزوة خيبر : (( لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله )) . وهذا المنهاج هو الذي يجب أن يأخذ به كل معلم راشد ، فيشيد بالمواقف الحسنة لطلابه ، وينوه بكل من له موهبة أو قدرة ، وينمي فيه الطموح بالحق والتفوق بالعدل .