عن أسامة بن زيد قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم ، ولحقت أنا ورجل من الانصار رجلاً منهم فلما غشيناه قال : لا إله إلأ الله ، فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته ، قال : فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( يا أسامة ، أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ! )) قال : قلت : يارسول الله ، إنما كان متعوذاً ، قال : فقال : (( أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ! )) قال : فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك ا ليوم )) ]رواه مسلم [. ولما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض السرايا بعد فتح مكة يدعون الناس للإسلام ولم يأمرهم بالقتل ، وبعث خالد على رأس سرية داعياً ولم يأمره بالقتال ، فوصل إلى بني جذيمة ، فوضعوا السلاح فأمر بهم خالد فكتفوا ثم عرضوا على السيف فقُتل منهم من قُتل ، فلمّا انتهى الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء وقال : (( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد )) ] المصدر : هذا الحبيب ، ص402[. فقد أخطأ خالد في اجتهاده فيما أقدم عليه ، فكان تبرؤ الرسول صلى الله عليه وسلم من فعل خالد مشعراً بعظم الخطأ الذي وقع فيه خالد .