هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الاِسْتِفْتَاحِ وَالْقِرَاءَةِ (1) كان إذا قام إلى الصلاة قال : " اللهُ أَكْبَرُ " ، ولـم يقل شيئاً قبلها ، ولا تَلَفَّظَ بالنِّيةِ الْبَتَّةَ . (2) وكان يرفع يديه معها ممدودتي الأصابع مستقبلاً بهما القبلة إلى فروعأُذْنَيْهِ ـ وإلى مِنْكَبَيْهِ ، ثم يضعُ اليمنى على ظهرِ اليُسرَى . (3) وكان يستفتحُ تارةً بـ : " اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بالماءِ والثَّلْج والْبَردِ ، اللَّهُمَّنَقِّنِي مِنَ الذَّنُوبِ وَالخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ " [البخاريومسلم] . وتارة يقول : " وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاواتِ والأرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا أَنَا مِنْ المُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ ومَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وبِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِيْنَ " . (4) وكان يقول بعد الاستفتاح :" أعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " ثم يقرأ الفاتحة . (5) وكان له سكتتان : سكتةٌ بين التكبيرةِ والقراءة ، واختُلِفَ في الثانيةِ ، فرُوي أنها بعد الفاتحة ورُوي أنها قبل الركوع . (6) فإذا فرغَ من قراءةِ الفاتحةِ أخذَ في سورةٍ غَيْرِها ، وكان يطيلُها تارةٌ ، ويخففهالعارض من سَفَرٍ أو غيرِه ، ويتوسَّطُ فيها غالباً . (7) وكان يقرأ في الفجرِ بنحوِ ستينَ آيةً إلى مائة ، وصلاَّها بسورةِ "ق" ،وصلاَّهابسورة "الروم" ، وصلاَّها بسورة {إِذَا الشّمْسُ كُوّرَتْ} ، وصلاَّها بسورة : {إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا} في الركعتين كلتيهما ، وصلاها بـ " المعوِّذَتَيْنِ " ، وكان في السفرِ ،وصلاَّها فاستفتح سورةَ "المؤمنون" حتى إذا بَلَغَ ذِكْرَ موسى وهارونَ في الركعة الأُولى أخذتهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ . (8) وكان يُصليها يومَ الجمعةِ بـ {أّلَـــــــمْ} السَّجدة ، و {هَلْ أَتَىَ عَلَىالإِنسَانِ} . (9) وأما الظهر فكان يُطيلُ قراءتَها أحياناً ، وأما العصر فعلى النصف مِنْ قراءةِالظهرِ إذا طالت ، وبقدْرِها إذا قَصُرَت . (10) وأما المغرب فَصَلاَّها مرةً بـ " الطورِ " ، ومرة بـ "المُرْسَلاَتِ " . (11) وأما العشاء فقرأ فيها بـ {وَالتِّينِ } ، ووقَّتَ لمعاذ فيها بـ {وَالشّمْسِ وَضُحَاهَا} و {سَبّحِ اسْمَ رَبّكَ الأعْلَىَ} و {وَالْلّيْلِ إِذَا يَغْشَىَ} ، ونحوها، وأَنْكَرَ عليه قراءتهُ فيها بـ " البقرة " . (12) وكان من هديه قراءةُ السورة كاملة ، وربما قرأها في الركعتين ، وربما قرأ أوَّلَ السورةِ ، وأمَّا قراءة أواخر السورة وأوساطِها ، فلم يُحْفَظ عنه . وأما قراءةُ السورتين في ركعةٍ فكان يفعله في النافلةِ ، وأما قراءةُ سورةٍ واحدةٍ في الركعتين معاً فَقَلَّمَا كان يفعله ، وكان لا يُعَيِّنُ سورةً في الصَّلاةِبِعَيْنِها لا يقرأُ إلا بها ، إلاَّ في الجمعةِ والعيدين . (13) وَقَنَتَ في الفجرِ بَعْدَ الركوع شهراً ثم تركَ ، وكان قنوتُه لعارضٍ ، فَلَمَّا زالَ تَرَكَهُ ، فكان هَدْيَه القنوتُ في النوازلِ خاصةً ، ولم يَكُنْ يَخُصُّه بالفجر .