تحرير كلامه في التوخي به إبان حاجته و الاقتصار منه على قدر كفايته فلا يسترسل فيه هذرا ولا يحجم عنه حصرا وهو فيما عدا حالتي الحاجة و الكفاية اجمل الناس صمتا وأحسنهم سمتا ولذلك حفظ كلامه حتى لم يختل و ظهر رونقه حتى لم يعتل واستعذبته الأفواه حتى بقي محفوظا في القلوب مدونا في الكتاب فلن يسلم الإكثار من الزلل ولا الهذر من الملل فقد فضل الله عز وجل نبيه صلى الله عليه و سلم على غيره من الأنبياء عليهم السلام بأن أعطاه جوامع الكلم , فكان صلى الله عليه و سلم يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ الكثير المعاني أعطاه مفاتيح الكلام وهو ما يسره له من البلاغة و الفصاحة , والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات و الألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت عليه قال العز بن عبد السلام رحمه الله : ومن خصائصه أنه بعث بجوامع الكلم , واختصر له الحديث اختصارا , وفاق العرب في فصاحته