"الليلة السادسة" فتح مكة المكرمة" الجزء الأول " السنةالثامنة من الهجرة" لقد حُرم المسلمون ومعهم الرسول صلى الله عليه وسلم من زيارة بيت الله وحجه والاعتمار فيه , وقفت قريش تمنعهم حينما أرادوا ذلك في السنة السادسة من الهجرة , رضي الرسول عليه السلام بالعودة إلى المدينة بعدما عقد معهم "صلح الحديبية" وظل صلوات ربي وسلامه عليه حتى السنة الثامنة من الهجرة وفيًا لشروط الصلح فيما أحبَّ المسلمون وفيما كرهوا . وفي السنة الثامنة نقضت قريش بنفسها العهد فأصبح لاغياً ,لأنها ظلت جامدة على كفرها وعنادها غير واعية بالأحداث في الجزيرة العربية وتوشك أن تغير العالم كله, في ذلك العام ,اعتدت قبيلة بني بكر وهم حلفاء قريش على خزاعة وهم حلفاء المسلمين فقتلوا منهم عددا كبيرا وقريش تمدهم بالسلاح وتعينهم على البغي في الحرم سرا,وكان زعيم بني بكر يقول : لاإله لي اليوم ,يا بني بكر أصيبوا ثأركم ,فلعمري إنكم لتسرقون فيه أفلا تصيبون ثأركم فيه ؟ واستمرت المقتلة في حرم الله باشتراك رجال من قريش.بعثت خزاعة وفدا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويعلمه الخبر ,دخل عمرو بن سالم الخزاعي على الرسول في مسجده بين الصحابة وقال :ياربِّ إني ناشدٌ محمدا @ حِلف أبينا وأبيه الأتلدا قد كنتم ولداً وكنا والدا @ ثمتَ أسلمنا ولم ننزع يدا إلى آخر ماقال ,فلما سمع منه الرسول صلى الله عليه وسلم قال له :نُصِرْتَ يا عمرو بن سالم , ثم عرضت سحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن هذه السحابة لتستهِلُّ بنصر بني كعب ,وأمر الناس بالجهاز وكتمهم مخرجه وسأل الله أن يعمي على قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم . لما أحست قريش بفادح فعلها خرج أبو سفيان إلى المدينة يصلح ما أفسده قومه ويحاول أن يعيد للقعد الذي أهدر حرمته ,فذهب لبيت أبنته أم حبيبة وأراد الجلوس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم فطوته عنه ,فقال يابنية! ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش ,أم رغبت به عني؟ فقالت رضي الله عنها : بل هو فراش رسول الله وأنت مشرك نجس ,فقال : والله لقد أصابك بعدي شر. فخرج فكلم الرسول فلم يرد عليه شيئا ,وذهب لأبي بكر ليستشفع به عنه رسول الله فرفض , فتركه إلى عمر فقال_عمر-: أنا أشفع لكن عند رسول الله ؟والله لو لم أجد إلا الذرّ لجاهدتكم به, فتركهما إلى علي ,فقال –علي: ويحك يا أبا سفيان لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه . فشلت مساعي أبو سفيان وعاد لمكة وأمر الرسول أصحابه بالمسير ,في طريقهم أرسل أحد الصحابة وهو حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم بأمر جيش المسلمين فأعلم الله نبيه بالأمر فأمر اثنين من الصحابة أن يلحقا به ويأخذا الخطاب ,فأعذر حاطب للرسول فقبل منه لصدقه رضي الله عنه , أسلم عدد من أهل مكة قبل قدوم جيش المسلمين وخرجوا منها ولاقوا الرسول ومنهم العباس عم الرسول وأبو سفيان فإلتقيا الرسول قبل دخوله مكة وأسلم أبو سفيان ,فقال العباس :يارسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا ,قال :"نعم : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن " ,فحبس أبو سفيان في الوادي حتى تمر القبائل عليه ويرى قوة المسلمين في دخولهم مكة ,فقال : ما لأحد بهؤلاء قِبلٌ ولا طاقة , والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً فرد العباس: إنها النبوة ,فقال أبو سفيان : فنعم ,فعاد أبو سفيان إلى قومه ينذرهم ويحذرهم ويدعوهم إلى التسليم . لتحميل الفلاش اضغط هنا