إجماله صلى الله عليه وسلم للمعدودات ثم تفصيلُها

تحت قسم: الرسول المعلم وأساليبه في التعليم _ عبد الفتاح أبو غُدّة

إجماله صلى الله عليه وسلم للمعدودات ثم تفصيلُها

ومما يقرُبُ من الأسلوب المتقدِّم ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يَختارُه في التعليم ، من الإجمالِ للمعدودات ثم بيانِها واحداً بعدَ واحدٍ ، لتكون أضبط لدى السامع وأعون له على الحفظِ والفهم .

 

روى الحاكم في ((المستدرك))7عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اغْتَنِمْ خمساً قبلَ خمس : شَبابَك قبل هَرَمِك ، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك ، وغِناكَ قبل فَقْرِك ، وفَراغَك قبل شُغُلِك ، وحَياتَك قبل موتِك))8.

 

 

وروى البخاري ومسلم9عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((تُنكَحُ المرأةُ لأربع : لمالِها ولحَسَبِها ، وجمالِها ، ولدينِها ، فاظْفَر بذاتِ الدين ، تَرِبَتْ يداك))10.

 

 

------------------------------------

7 ـ 4 :306 وقال : ((صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) .

8 ـ في الحديث التنبيهُ على أهمِّيّةِ الأمور الخمسةِ المذكورة وعِظمِ نفعها ، وكلٌّ من هذه الأمور الخمسةِ لا يُعرَف قدرُه إلاّ بعدَ زوالِهِ واحتلالِ مُقابِله مَقامَه ، وفي الحديث : ((نعمتان مَغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس : الصحةُ والفراغ)) .

9 ـ البخاري 9 :132 في كتاب النكاح (باب الأَكْفاء في الدين) ، ومسلم 10 :51 في كتاب الرضاع (باب استحباب نكاح ذات الدين) .

10 ـ قوله : (تربت يداك) أي لَصِقَتا بالتراب ، وهي كنايةٌ عن الفقر ، وهو خبرٌ بمعنى الدعاء ، لكن لا يُراد به حقيقتُه ، كما في قولهم (وَيْحَكَ) و(وَيْلَكَ) .

قال النووي في ((شرح صحيح مسلم)) 10 :52 : ((في هذا الحديث الحثُّ على مُصاحَبةِ أهل الدين في كل شيءٍ ، لأن صاحبَهم يَستفيدُ من أخلاقِهم وبركتِهم وحُسنِ طرائِقِهم ، ويأمَنُ المفسدةَ من جِهتِهم)) .