- قال ابن رجب: فهذا الرجلُ طلب مِن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يُوصِيهَ وصيةً وجيزةً جامعةً لِخصال الخيرِ ، ليحفظها عنه خشيةَ أنْ لا يحفظها ؛ لكثرتها ، فوصَّاه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ لا يغضب ، ثم ردَّد هذه المسألة عليه مراراً ، والنَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يردِّدُ عليه هذا الجوابَ ، فهذا يدلُّ على أنَّ الغضب جِماعُ الشرِّ ، وأنَّ التحرُّز منه جماعُ الخير.
- ولأنَّ الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليهِ في حال زوال غضبه كثيراً من السِّباب وغيره مما يعظم ضَرَرُهُ ، فإذا سكت زال هذا الشرّ كله عنه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) متفق عليه .
- قال ابن القيم: أي مالك نفسه أولى أن يسمى شديدا من الذي يصرع الرجال.
- وقال شيخ الإسلام " ولهذا كان القوي الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب حتى يفعل ما يصلح دون ما لا يصلح فأما المغلوب حين غضبه فليس هو بشجاع ولا شديد.
وهذه كانت حالَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فإنَّه كان لا ينتقِمُ لنفسه ، ولكن إذا انتهكت حرماتُ الله لم يَقُمْ لِغضبه شيء ولم يضرب بيده خادماً ولا امرأة إلا أنْ يجاهِدَ في سبيل الله.
- الاستعاذة بالله من الشيطان ، قال اللّه تعالى:{ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
- وعن سليمان ابن صُردٍ - رضي الله عنه - قال : ( استَبَّ رجلان عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمر وجهه ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم : إني لأعلمُ كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد . لو قال : أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم ) متفق عليه.
- الوضوء: عن عطية السعدي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خُلِقَ من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) رواه أبو داود.
- تغيير الحالة التي عليها الغضبان ، بالجلوس ، أو الخروج ، أو غير ذلك .
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال:إن رسول اللهّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال لنا: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلّا فليضطجع ) رواه أبو داود.
- استحضار ما ورد في فضل كظم الغيظ من الثواب ، وما ورد في عاقبة الغضب من الخذلان العاجل والآجل .
- عن معاذ - رضي الله عنه - أن رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال : ( من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن ينفذه دعاه اللّه - عز وجل - على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره اللّه من الحور ما شاء ) رواه أبو داود .
- سب رجل ابن عباس رضي الله عنهما فلما فرغ قال : يا عكرمة هل للرجل حاجة فنقضيها ؟ فنكس الرجل رأسه واستحى.
- وأسمع رجل أبا الدرداء رضي الله عنه-كلاما , فقال : يا هذا لا تغرقن في سبنا ودع للصلح موضعا فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه .