الصـلاة الكـاملة

تحت قسم: مقالات و خواطر

إن المترقي في أشرف منازل الآخرة ،  لا يرضى لنفسه أن يصلي أي صلاة ، بل تجده يجاهد نفسه أن تكون صلاته على أتم وجه وأحسن صورة قد أتم " وضوءها وخشوعها وركوعها وسجودها"

بل إنه لا يرضى لنفسه أن يهمل سنة من سنن الصلاة ، وأن يفرط فيها ، فضلاً عن الواجبات والأركان.. وتجده يحرص كل الحرص أن تكون على صفة صلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام في كل شيء ، ولا يستثقل شيئاً من ذلك .

-  هو حضور القلب بين يدي الله تعالى، مستحضرا لقربه ، فيسكن لذلك قلبه ، وتطمئن نفسه.

- وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدبا بين يدي ربه .

-  مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته، من أول صلاته إلى آخرها .

- فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الرديئة .

-   وهذا روح الصلاة ، والمقصود منها، وهو الذي يكتب للعبد، فالصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب، وإن كانت مُجْزِئَة مثابا عليها، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها .

1-  قوة المقتضي : وهو خوف الله عز وجل  وتعظيمه وإجلاله ، واستحضار قربه ، فإن القلب إذا عمر بذلك فالخشوع على أثره وهذا السبب وحده يكفي .

2-   ضعف المانع وهو الشيء الذي يخل بالخشوع ، كالجوع والبول والغائط ونحو ذلك فينبغي للإنسان أن يدخل الصلاة وهو فارغ البال .

3-  أن يقرأ القرآن بصوت يسمع نفسه ، فإن ذلك يؤثر على القلب كثيراً ، ولا تصح صلاة من لا يحرك شفتيه  بالقرآن والأذكار.

تنبيه: ( إسماعُ النفْسِ إن كان في صلاة الليل؛ أو كان وحده؛ فنعم؛ أما إن كان يصلِّي في جماعة صلاة سرية كالظهر والعصر فلا يقرأ بحيث يسمع نفسه لأنه ربما شوش على من بجواره؛ لكن يحرك لسانه بالقراءة بحيث يقْرع اللسانُ الحروف، والله أعلم)

4-   أن يتدبر ما يجري على لسانه ، ويعرف معاني القراءة والأذكار والتسبيح .. حتى لا تكون الصلاة كالجسد الميت الذي لا روح فيه .

5-  أن تشعر بأن الصلاة التي جاهدتها وتحملت إقامتها لا يحصل ثوابها إلا بالخشوع .

6-   وهو أقواها : المجاهدة ، فإن الخشوع لا يحصل إلا بالمجاهدة والتكلف في أول الأمر ثم يصير عادة للمصلي بإذن الله .

-   يعلم من يناجي .

-   وبما يناجي .

-   ويحضر قلبه عند المناجاة .

مثالهُ : كيف يكون العبد منّا عند  مناجاة سيد من أهل الدنيا ، أو أميرٍلبلدة ، كيف يكون إصغاؤُهُ إليه ، وتذللـه بين يديه ، وخشوع بدنه ، وسكون جوارحه ، وحضور قلبه لسماع كلامه ، وتلقي حديثه.

فكذلك مع ربك تبارك وتعالى  ينبغي أن تكون له أشد تقديراً ، وأعظم تبجيلاً ، وأكبر اهتماما عند مناجاته ، وكما يجب ألا تصرف وجهك عن قبلتك في صلاتك ،فكذلك لا تصرف قلبك عن ربك.

أخي الحبيب : هل عندما تصلي وحدك بعيداً عن الناس ... هل هي نفسها عندما تصلي بين الناس ..!! انتبه .. إلى نفسك واحذر كل الحذر أن تختلف صلاتك في السر عن صلاتك في العلانية ، فإذا اختلفت فاعلم أنك تستهين بربك جلّ وعلا .... وأنت لا تشعر .. !!