بين الحوار والتفاوض

تحت قسم:

وفي المصطلح السياسي المعاصر يتقدم مصطلح التفاوض على الحوار والتحاور في التعامل السياسي، فنحن نعرف جولات المفاوضات ومراحل التفاوض وسياسة التفاوض وسيكولوجية التفاوض... فالمصطلح هو السائد في الفكر والتعامل السياسي.

والتفاوض يلتقي مع الحوار في الصورة النطرية العامة، لكن التحاور يميل اصطلاحاً إلى ما يشبه البعد عن المجالات السياسية الرسمية إلى مجالات أرحب، أو قل: إن الحوار أشمل وأوسع من مجرد عملية تفاوضية محددة بإطار زماني ومكاني محددين سـلفاً وفي مسائل محددة كذلك سلفاً، فالحوار أشمل وأوسع  ولا يخضع للآليات الحرفية التي يخضع لها التفاوض.

ولكن الذي يهمنا هنا هو صورة الحدث التفاوضي والحواري، فهما عملياً صورة واحدة: لقاء أطراف مختلفة أو متفقة لمناقشة مسألة أو مسائل للوصول إلى حل أو نتيجة أو اتفاق، والإنسان يمارس التحاور والتفاوض في كثير من أمور حياته.

وقد صار التفاوض علماً يدرس في المعاهد العلمية والسياسية لأنه يشكل أساساً من أسس العلاقات الدولية والتعامل الدولي في جميع المجالات، وقد أدرجناه ضمن مصطلحات الحوار لأنه لون من ألوانه كما رأينا.

وقد صارت لعلم التفاوض أهمية كبرى في عصرنا ذي التنوع والاختلاف مع سهولة الاتصال وتقدم وسائله، وتأتي أهميته " من كونه علماً يتعلق بقضايا جوهرية ومهمة لبناء المجتمعات على النحو الأفضل، فهو إذاً علم حيوي لعملية التواصل بين أفراد المجتمع داخل كل دولة، وبين أفراد المجتمع الدولي على اتساعه " ([1]).



[1]- د/ حسن محمد وجيه: مقدمة في علم التفاوض السياسي والاجتماعي: 23.