اضمنوا لي ستاً أضمن لكم الجنة

تحت قسم: أعمال القلوب

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
فإن من المعروف لدى الجميع أن لغة الضمان تجد في أوساط الناس اهتماما بالغا وعناية كبيرة ، في بيعهم وشرائهم وعموم تجارتهم، فليست السلع المضمونة، والبضائع التي عليها ضمانات، في المكانة لدى الناس ، كالسلع التي ليس عليها ضمان ، وهذا يؤكد شدة اهتمام الناس بالشيء المضمون ، أكثر من غيره مما ليس كذلك ' على تفاوت كبير فيها من حيث مصداقيتها ، ولهذا يشتد اهتمام الناس بهذا الأمر أكثر ، إذا كان صاحب الضمان معروفا بالصدق ،متحلياً بالوفاء والأمانة ، وكانت الأمور التي ينال بها الضمان أموراً يسيرة سهلة ،لا تلحق الناس شططا، ولا تكلفهم عنتاً.

فكيف إذا كان الضامن رسول الله صلى الله عليه وسلم  الصادق المصدوق ، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ،وكيف إذا كان المضمون جنة عرضها السماء والأرض ، فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، وكيف إذا كانت الأمور التي ينال بها هذا الضمان أمور سهلة وأعمالا يسيرةً لا تتطلب جهداً عظيماً ولا كبير مشقة .

فتأملوا _ رعاكم الله _ نص هذا الضمان العظيم : روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وغيرهم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال « اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم » انظر السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله رقم ( 1470)

إنه ضمان بضمان ووفاء بوفاء « اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة » ستا من الأعمال ما أيسرها ، وأمورا من أ بواب الخير ما أخفها وأسهلها ، من قام بها في حياته ، وحافظ عليها إلي مماته ، فالجنة له مضمونة ، وسبيله إليها مؤكدة مأمونة { وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب * ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود * لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد } [ ق : 31-35 ]