روى الشيخان واللفظ لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ
تَشَهَّدَ: فرغ من قراءة التشهد وقبل أن يسلم من الصلاة
أَعُوذُ: أعتصم وأستجير
فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ: الابتلاء والامتحان في الحياة، وعند الاحتضار وسؤال الملكين في القبر
1. استمرار الفتن من بداية خلق الإنسان حتى موته كلما زالت فتنة ظهرت أخرى
2. الاستحضار الدائم للموت ولما بعده وهو يتناسب مع قوله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا من ذكر هاذم اللذات"
3. من الفتن ما يكون خيرا إذا صبر العبد وثبت فيها، فيزداد بها الذين آمنوا إيمانا، وتكون شرا على ضعاف الإيمان وتنقية للصف المسلم منهم
4. فتنة المحيا: هي كل ما يتعرض له الإنسان في كل لحظات حياته من الكفر والشرك والبدع والشهوات والشبهات، وما يمر به من الأقدار خيرها وشرها
5. فتنة الممات: لها معنيان
المعنى الأول: الاحتضار وخروج الروح وما يشعر به الانسان عندها من آلام شديدة في سكرات الموت، وما ورد من حضور الشيطان للحظة الاحتضار لدعوة الإنسان للكفر بالله عندها، ففتنة الممات على ذلك جزء من فتنة المحيا، ويكون ذكرها بعدها لتأكيد خطورة هذه اللحظة من الحياة
المعنى الثاني: سؤال الملكين في القبر عن الرب والدين والرسول، ويكون ذكرها مع فتنة المحيا لقربها منها زمنيا، أو لأنها حصاد لها
6. التبصر بدعاة السوء، وناشرى الإلحاد والفساد، فإنهم كالمسيح الدجال يخرجون على الناس باسم المصلحين المجددين، وهم الهادمون للفضيلة والدين
7. ختام الصلاة بهذا الدعاء يربطها بالحياة الدنيا والآخرة في آن واحد، فهو حلقة ربط بينها وبين الممارسة الفعلية لمواجهة فتنة المحيا ثم فتنة الممات بغرض اتقاء عذاب القبر وعذاب جهنم ومن فتنة الدجال، فيكون هذا الدعاء مذكرا بالوظيفة العملية للصلاة وهي النهي عن الفحشاء والمنكر
8. استحباب الدعاء بالجوامع من الألفاظ
1. الاستعاذة تكون لدفع الشر أما اللياذة (ألوذ) تكون لطلب الخير
2. معنى كلمة "المسيح":-
أ - أولا في حق عيسى عليه السلام: المتحرك في الأرض للتعبد أو للجهاد، أو هو الذي يمسح على أصحاب العاهات فتبرأ ببركة مسحته
ب - ثانيا في حق الدجال: المتحرك في الأرض للإفساد أو لأنه ممسوح العين اليمنى أعور
3. لا يقال المسيح مطلقا بغير صفة إلا إن أُريد به المسيح النبي، أما المسيح الدجال فلا يطلق إلا مقترنا بوصف الدجال للتفريق بينهما
4. خطأ تسمية المسيح الدجال "المسيخ"، لعدم ورودها في السنة بهذا اللفظ