) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إسرائيل إني رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يدي مِنَ التَّوْرَاة ِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يأتي مِن بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَد (.
المبحث السادس: دلائل نبوته
مقدمة
سمَّى الله تعالى نفسه باسم «المؤمن» ، أي المصدق لرسله وأنبيائه بما جاؤوا به ، بالآيات البينات والبراهين القاطعات والحجج الواضحات .[1]
وقد أيد الله تبارك وتعالى رسوله ﷺ بالدلائل والآيات الكثيرة الدالة على وجوب الإيمان به وصِدق رسالته ، وقد ذكر ابن القيم [2] رحمه الله في آخر كتابه «إغاثة اللهفان» [3] أنها تزيد على الألف ، وهذا من رحـمة الله بعباده ، ليكون ذلك أدعى للاقتناع والإيمان بنبوته ﷺ ، وقاطعًا لحجة من خالفه ، وأعظم تلك الدلائل هي القرآن الكريم ، المعجزة الخالدة إلى يوم القيامة ، وسوف يأتي الكلام على وجوه إعجازه مع غيره من دلائل النبوة التي انقضت ، وكذلك دلائل نبوته التي لم تظهر بعد ، فسبحان من بهر برحمته العقول.
الحكمة من دلائل النبوة
الحكمة من دلائل النبوة أمران:
الأول: إثبات النبوة ، بالاستدلال بالآية على أن صاحب الآية نبي ، وتحدي من أُرسِلَ إليهم ذلك النبي أن يأتوا بمثلها.
الثاني: حاجة المسلمين ، كما حصل لنبينا محمد ﷺ في قصة تكثير الطعام القليل ، ونبع الشراب بين يديه حتى كفى أضعاف حاجة العسكر ، وبَصْقِهِ في عين علي رضي الله عنه لما اشتكى منها فعادت سليمة [4] ، وكان كل هذا بين الصحابة لسد حاجتهم ، لم يكن أمام المشركين ليتحداهم أو ليثبت نبوته ، وإنما لحاجة المسلمين ، ولا شك أن في ذلك زيادة إيـمان لـمن حضر القصة أو سمع بها ، وإظهار كرامة النبي ﷺ [5] .
ومن ذلك ما حصل لموسى ﷺ لما فر بقومه من فرعون ثم أدركه ولم يكن أمامه إلا البحر فضربه بعصاه فانفلق فساروا فيه فنجوا ، فانشقاق البحر لم يكن للتحدي وإنما لحاجة المؤمنين معه.
أما إلقاء موسى لعصاه ثم ابتلاعها لعِصِيِّ السحرة فكانت من قبيل التحدي.
ومن هنا يُعلم أن تحدي النبي ﷺ لقومه لم ينقل إلا في القرآن خاصة ، لم يكن كلما ظهر شيء من الآيات تحدى به ، أو كان مقترنا بدعوى النبوة ، فإن الله تعالى لم يقل ]فليأتوا بحديث مثله[ إلا
[7] حين قالوا: افتراه [6] ، فلم يتحداهم به ابتداء.
أنواع دلائل النبوة التي أوتيها محمد ﷺ
تنقسم دلائل نبوة محمد ﷺ إلى عشرة أنواع ، فالأولى بشارات الأنبياء قبله ، ولهذا شهد له بعض علماء أهل الكتاب بالنبوة قبل نبوته لما كان صغيرا وبعد نبوته.
والثانية أنه لو لم يكن نبيا لحذر الأنبياء منه ، ولانتشر هذا في كتبهم وسيرهم ، بينما الواقع خلاف ذلك.
والثالثة أنه ﷺ من أعقل الناس وأصدقهم ، يُــقِر له بهذا أصدقاءه وأعداه ، قبل النبوة وبعدها.
والرابعة من الدلائل انقطاع استراق السمع من السماء قبيل بعثته ، لئلا يختلط الوحي بأكاذيب الكهان.
والخامسة من الدلائل أنه كان لا يرى رؤيا في المنام إلا جاءت مطابقة للواقع.
والسادسة أن الله خرق له العادة مرارا
والسابعة إخباره ببعض الأمور الغائبة عن عيون الناس في حينها.
والثامنة من دلائل نبوته ﷺ توقير بعض الحيوانات والجمادات له ﷺ .
والتاسعة إخباره عن أمور مستقبلية ، فوقعت كما أخبر بها ﷺ .
والعاشرة من الدلائل إنزال القرآن الكريم ، وهو الآية الخالدة الباقية إلى يوم القيامة.
تفصيل
الأولى من دلائل نبوته ﷺ بِشارات الأنبياء به ، ومن ذلك ذكر مبعثه في التوراة والإنجيل ،
قال تعالى
) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إسرائيل إني رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يدي مِنَ التَّوْرَاة ِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يأتي مِن بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَد (.
قال الإمام محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي [8] رحمه الله كما في «أضواء البيان» في تفسير هذه الآية:
وقد بشَّرَت به ﷺ جميع الأنبياء ، ومنهم موسـى عليه السلام ، ومما يشـيـر إلى أن مـوسى مبشراً به ؛ قول عيسـى عليه السلام في هذه الآية )مصـدقاً لما بين يدي( ، والذي بين يديـه هي التوراة ، أنزلت على موسى.
وقد جاء صريحاً التعريف به ﷺ وبالذين معه في التوراة في قوله تعالى )مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أشداء عَلَى الْكُفَّارِ رُحماء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً( ، إلى قوله تعالى )ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاة(.
كما جاء وصفهم في الإنجيل في نفس السياق في
قوله تعالى
)وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ(
، إلى آخر السورة.
وجاء النص في حق جميع الأنبياء في
قوله تعالى
)وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا ءَاتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ الشَّاهِدِين(
[9] .
وجاء مصداق ذلك في قصة النجاشي لما سمع من جعفر عنه ﷺ فقال: أشهد أنه رسول الله ، فإنه الذي نجد في الإنجيل ، وأنه الرسول الذي بشر به عيسى ابن مريم [10 ] .
[11] وكذلك دعـوة نبـي الله إبراهـيـم عليه وعـلى نبينا الصـلاة والسـلام )رَبَّنَا وَابْعـَثْ فِـيهِمْ رَسُـولاً مّنْـهُمْ( ، ولذا قال ﷺ : أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت.
وقد خُصَّ عيسى بالنص على البشرى به ﷺ لأنه آخر أنبياء بني إسرائيل ، فهو ناقل تلك البشرى لقومه عمن قبله ، كما قال )مصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَي مِنَ التَّوْرَاة( ، ومَن قبله ناقل عمَّن [12] قبله وهكذا، حتى صرح بها عيسى عليه السلام وأداها إلى قومه. انتهى [13] .
ولما كانت نبوءة محمد ﷺ مستقرة في كتب أهل الكتاب ؛ شهد بعض علماء اليهود والنصارى للنبي ﷺ بالنبوة قبل بعثته وبعدها ، لِـما رأوا عليه من أماراتها في جسده وهيئته ، مما ورد في الكتب السابقة ، فمن حين مولده ﷺ كان الذي يراه من أهل مكة من غير أهل الكتاب يشعر أن سيكون له شأنا إذا كبر ، ثم لما شب أيقن بنبوته بعض الرهبان من أهل الكتاب وشهدوا له بالنبوة ، أما العرب فلم يكن عندهم مـن خبـره شيء ، وذلك أن العــرب كانـوا كـما قال
ابن إسـحاق في «السيرة»: كانـت العرب أُمِّـــــيِّــــــــين ، لا يدرسون كتابا ، ولا يعرفون من الرسل عهدا ، ولا يعرفون جنة ولا نارا ولا بعثا ولا قيامة ، إلا شيئا يسمعونه من أهل الكتاب لا يثبت في صدورهم ، ولا يعملون به شيئا من أعمالهم [14] .
وسنكتفي بذكر عشر قصص في ذلك ، أولها قصته ﷺ مع صاحب الــدِّير[15] ، وذلك أن عمه أبا طالب ذهب به في تجارة إلى الشام ، فنزلوا على صاحب دِير ، فقال صاحب الدير: ما هذا الغلام منك؟
قال: ابني.
قال: ما هو بابنك ، ولا ينبغي أن يكون له أبٌ حي.
قال: ولِـم؟
قال: لأن وجهه وجه نبي ، وعينه عين نبي.
قال: وما النبي؟
قال: الذي يوحى إليه من السماء ، فينبئ به أهل الأرض.
قال: الله أجلُّ مما تقول.
قال: فاتّقِ عليه اليهود [16] .
ثم خرج حتى نزل براهب أيضا صاحب دير ، فقال: ما هذا الغلام منك؟
قال: ابني.
قال: ما هو بابنك ، وما ينبغي أن يكون له أب حي.
قال: ولم ذلك؟
قال: لأن وجهه وجه نبي ، وعينه عين نبي.
قال: سبحان الله ، الله أجلُّ مما تقول.
وقال: يا ابن أخي ، ألا تسمع ما يقولون؟
قال: أي عم ، لا تنكر لله قدرةً [17] .
وأما القصة الثانية فرواها ابن سعد في «الطبقات» عن محمد بن صالح بن دينار وعبد الله بن جعفر الزهري وداود بن الحصين قالوا: لما خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله ﷺ في المرة الأولى وهو ابن اثنتي عشرة سنة ؛ فلما نزل الركب «بُصرى» [18] من الشام وبها راهب يقال له بَحِيرا في صومعة له ، وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونـها عن كتاب يدرســــــونه ، فلما نزلوا بحيرا صنع لهم طعاما ثم دعاهم ، وإنما حمله على دعائهم أنه رآهم حين طلعوا وغمامة تُظل رسول الله ﷺ من بين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة ، ثم نظر إلى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة ، واخضلَّت [19] أغصان الشجرة على النبي ﷺ حين استظل تحتها ، فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وأمر بذلك الطعام فأتي به وأَرسل إليهم ، فاجتمعوا إليه ، وتخلف رسول الله ﷺ من بين القوم لحداثة سنه ، فلما نظر بحيرا إلى القوم فلم ير الصفة التي يَعرف ويجدها عنده ، وجعل ينظر ولا يرى الغمامة على أحد من القوم ، ويراها متخلفة على رأس رسول الله ﷺ ، قال بحيرا: يا معشر قريش ، لا يتخلفن منكم أحد عن طعامي.
قالوا: ما تخلف أحد إلا غلام ، وهو أحدث القوم سنا في رحالهم.
فقال: ادعوه فليحضر طعامي ، فما أقبح أن تَحضروا ويتخلف رجل واحد ، مع أَني أراه من أنفَسِكم.
فقال القوم: (هو والله أوسطنا نسبا ، وهو ابن أخي هذا الرجل) ، يعنون أبا طالب ، (وهو من ولد عبد المطلب).
فقال الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف: والله إن كان بنا للؤم أن يتخلف ابن عبد المطلب من بيننا.
ثم قام إليه فاحتضنه وأقبل به حتى أجلسه على الطعام ، والغمامة تسير على رأسه ، وجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا ، وينظر إلى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده من صفته ، فلما تفرقوا عن طعامهم قام إليه الراهب فقال: يا غلام ، أسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك.
فقال رسول الله ﷺ : لا تسألني باللات والعزى ، فو الله ما أبغضت شيئا بغضهما.
قال: فبالله إلا أخبرتني عما أسألك عنه.
قال: سلني عما بدا لك.
فجعل يسـأله عن أشياء من حاله حتى نومه ، فجعل رسول الله ﷺ يخبره فيوافق ذلك ما عنده ، ثم جعل ينظر بين عينيه ، ثم كشف عن ظهره فرأى خاتـم النبوة بين كتفيه على موضع الصفـة التي عنده ، فقَـبّل موضع الخاتم ، وقالت قريش: إن لمحمد عند هذا الراهب لقدراً ، وجعل أبو طالب لِما يرى من الراهب يخاف على ابن أخيه.
فقال الراهب لأبي طالب: ما هذا الغلام منك؟
قال أبو طالب: ابني.
قال: ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا.
قال: فابن أخي.
قال: فما فعل أبوه؟
قال: هَلَكَ وأمه حُبلى [20] به.
قال: فما فعلت أمه؟
قال: تُوُفِّيت قريبا.
قال: صدقت ، ارجع بابن أخيك إلى بلده ، وأحذر عليه اليهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليبغُــــنَّه عنــتـًـا [21] ، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عـــظيم نَـجِدُه في كتبنا وما رُوينا عن آبائنا ، واعلم أني قد أديت إليك النصيحة.
فلما فـرغوا من تجاراتهم خـرج به ســريعا ، وكان رجال من يهـود قد رأوا رسول الله ﷺ وعرفوا صفته ، فأرادوا أن يغتالوه ، فذهبوا إلى بحيرا فذاكروه أمره ، فنهاهم أشد النهي ، وقال لهم: أتجدون صفته؟
قالوا: نعم.
قال: فما لكم إليه سبيل.
فصدقوه وتركوه ، ورجع به أبو طالب ، فما خرج به سفَرا بعد ذلك خوفا عليه [22] .
وروى ابن سعد عن نفيسة بنت مُنية أن رسول الله ﷺ لما بلغ خمسا وعشرين سنة ؛ خرج في تجارة لخديجة رضي الله عنها مع غلام لها اسمه ميسرة ، حتى قدِما «بصرى» من الشام ، فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان يقال له نَسطور ، فاطلع الراهب إلى ميسرة وكان يعرفه قبل ذلك فقال: يا ميسرة ، من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟
فقال ميسرة: رجل من قريش من أهل الحرم.
فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي.
ثم قال: في عينيه حمرة؟
قال ميسرة: نعم ، لا تفارقه.
قال الراهب: هو هو آخر الأنبياء ، يا ليت أني أُدركه حين يؤمر بالخروج.
ثم حضر رسول الله ﷺ سوق بصرى فباع سلعته التي خرج بها واشترى غيرها ، فكان بينه وبين رجل اختلاف في شيء ، فقال له الرجل: إحلف باللات والعُـزى.
فقال رسول الله ﷺ : ما حلفت بهما قط ، واني لأمُـرُّ فأُعرض عنهما.
قال الرجل: القول قولك.
ثم قال لميسرة - وخلا به - : يا ميسرة ، هذا والله نبي ، والذي نفسي بيده إنه لهو ، تجده أحبارنا في كتبهم منعوتا ، فوعى ذلك ميسرة ثم انصرف أهل العير جميعا.
وكان ميسرة يرى رسول الله ﷺ إذا كانت الهاجرة واشتد الحر ؛ يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو على بعيره ، قالوا: كأن الله قد ألقى على رسوله المحبة من ميسرة ، فكان كأنه عبدٌ لرسول الله ﷺ ، فلما رجعوا فكانوا بـمر الظهران قال: يا محمد ، انطلق إلى خديجة ، فاسبقني ، فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك ، فإنها تعرف ذلك لك.
فتقدم رسول الله ﷺ حتى قدم مكة في ساعة الظهيرة ، وخديجة في عُـلِّـيَة [23] لها معها نساء فيهن «نفيسة بنت مُـنيــة» ، فرأت رسول الله ﷺ حين دخل وهو راكــب على بعـيــــــره ، وملَكان يُظِلان عليه ، فأرته نساءها فعجِبـن لذلك ، ودخل عليها رسول الله ﷺ ، فخبَّـرها بما ربـِحوا في وجهِـِهم [24] ، فسُرَّت بذلك ، فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بـما رأت ، فقال ميسرة: قد رأيتُ هذا منذ خرجنـا من الشام ، وأخبرها بقول الراهب نسطور ، وما قال الآخر الذي خالفه في البيع ، وربحَت في تلك المرة ضعف ما كانت تربح ، وأضعَــفَتْ له ضِعف ما سمَّت [25] له [26].
وروى ابن سعد في «الطبقات» عن بَرّة ابنة أبي تجراة قالت: إن رسول الله ﷺ حين أراد الله كرامته وابتداءه بالنبوة ؛ كان إذا خرج لــــــحاجته أبعد حتى لا يرى بيتا ، ويُفضي إلى الشعاب وبطون
الأودية ، فلا يمر بحجر ولا شجرة إلا قالت: السلام عليك يا رسول الله ﷺ ، فكان يلتفت عن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى أحدا [27] .