كنت قائما عند رسول الله ﷺ ، فجاء حَـبر من أحبار اليهود فقال: جئت أسألك. فقال له رسول الله ﷺ : أينفعك شيء إن حدّثتك؟ قال: أسمع بأذُنَـي. فنكَت [21] رسول الله ﷺ بِــــعودٍ معه فقال: سَلْ. فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول الله ﷺ : هم في الظلمة دون الجسر [22]. قال: فمن أول الناس إجازةً [23]؟ قال: فقراء المهاجرين. قال اليهودي: فما تُـحفتهم [24]حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد النون [25]. قال: فما غداؤهم على إثرها [26]؟ قال: يُـنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها. قال: فما شرابهم عليه؟ قال: مِن عينٍ فيها تسمى سلسبيلا. قال: صدقت. قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان. قال: ينفعك إن حدّثتك؟ قال: أسمع بأذُنَـي. قال: جئت أسألك عن الولد [27]. قال: ماء الرجل أبيض ، وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا فعلا منِـي الرجل منِـي المرأة أذْكَرا بإذن الله ، وإذا علا منِي المرأة منِي الرجل آنثا بإذن الله. قال اليهودي: لقد صدقت ، وإنك لنبي. ثم انصرف فذهب. فقال رسول الله ﷺ : لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ، وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به [28].[29]